{ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى } عرضوا على موسى إما أن يكون إلقاؤه أولا ، أو يكون إلقاؤهم أولا ؛ اختر أحد الأمرين ؛ { قال بل ألقوا } قال موسى : بل ألقوا أنتم أولا ؛ { فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ){[2032]} ؛ { . . فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ){[2033]} ؛ { فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى . فأوجس في نفسه خيفة موسى } أي : فألقوا فإذا الحبال والعصي التي اصطحبوها تخدع الناس حتى ظنوا أنها استحالت إلى حيات وثعابين ؛ وخيل إلى موسى عليه السلام أن بها حركة وقيل : أراد أنه شاهد شيئا لولا علمه بأنه لا حقيقة لذلك الشيء لظن فيها أنها تسعى ، فيكون تمثيلا . . . وذلك الخوف إما جبلة بشرية حين ذهل عن الدليل ، وهو قول الحسن ، وإما لأنه خاف أن يخالج الناس شك فلا يتبعوه ، قاله مقاتل ؛ أو خاف أن يتأخر نزول الوحي عليه في ذلك الوقت ، أو خاف أن يتفرق بعض القوم قبل أن يشاهدوا غلبته . . فأزال الله تعالى خوفه {[2034]} .
{ قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى } جاءته البشرى من ربنا ، فلا مجال للخوف ، وختمت الآية بأنواع كثيرة من التوكيد { إن } وتوسيط الضمير المنفصل { أنت } ، وكون الخبر معرفا ، ولفظ العلو ومعناه الغلبة ، وصورة التفضيل ولا فضل لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.