المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

85- فاستعان بهذه الأسباب على بسط سلطانه في الأرض ، واتخذ سبباً يوصّله إلى بلوغ مغرب الشمس .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

قوله تعالى : { فأتبع سبباً } أي : سلك وسار ، قرأ أهل الحجاز ، والبصرة : فاتبع وثم اتبع موصولاً مشدداً ، وقرأ الآخرون بقطع الألف وجزم الباء ، وقيل : معناهما واحد . والصحيح : الفرق بينهما ، فمن قطع الألف فمعناه : أدرك الحق ، ومن قرأ بالتشديد فمعناه : سار ، يقال : ما زلت أتبعه حتى أتبعته أي : ما زلت أسير خلفه حتى لحقته . وقوله : ( سبباً ) أي : طريقاً . وقال ابن عباس : منزلاً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

وعمل بتلك الأسباب التي أعطاه الله إياها ، أي : استعملها على وجهها ، فليس كل من عنده شيء من الأسباب يسلكه ، ولا كل أحد يكون قادرا على السبب ، فإذا اجتمع القدرة على السبب الحقيقي والعمل به ، حصل المقصود ، وإن عدما أو أحدهما لم يحصل .

وهذه الأسباب التي أعطاه الله إياها ، لم يخبرنا الله ولا رسوله بها ، ولم تتناقلها الأخبار على وجه يفيد العلم ، فلهذا ، لا يسعنا غير السكوت عنها ، وعدم الالتفات لما يذكره النقلة للإسرائيليات ونحوها ، ولكننا نعلم بالجملة أنها أسباب قوية كثيرة ، داخلية وخارجية ، بها صار له جند عظيم ، ذو عدد وعدد ونظام ، وبه تمكن من قهر الأعداء ، ومن تسهيل الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها ، وأنحائها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

والفاء فى قوله { فأتبع سببا } فصيحة . أى : فأراد أن يزيد فى تدعيم ملكه ، فسلك طريقا لكى يوصله إلى المكان الذى تغرب فيه الشمس .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

83

( فأتبع سببا ) . ومضى في وجه مما هو ميسر له ، وسلك طريقه إلى الغرب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

قال ابن عباس : { فَأَتْبَعَ سَبَبًا } يعني : بالسبب المنزل ]{[18434]} . وقال مجاهد : { فَأَتْبَعَ سَبَبًا } : منزلا وطريقًا ما بين المشرق والمغرب .

وفي رواية عن مجاهد : { سَبَبًا } قال : طريقا في{[18435]} الأرض .

وقال قتادة : أي أتبع منازل الأرض ومعالمها{[18436]} .

وقال الضحاك : { فَأَتْبَعَ سَبَبًا } أي : المنازل{[18437]} .

وقال سعيد بن جبير في قوله : { فَأَتْبَعَ سَبَبًا } قال : علمًا . وهكذا قال عكرمة وعبيد بن يعلى ، والسدي .

وقال مطر : معالم وآثار كانت قبل ذلك .


[18434]:زيادة من ف، أ.
[18435]:في هـ، ت، ف: "طرفي"، والمثبت من الطبري، أ.
[18436]:في ت: "ومغاربها".
[18437]:في ت: "المنزل".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

{ فاتبع سبباً } أي فأراد بلوغ المغرب فاتبع سببا يوصله إليه ، وقرأ الكوفيون وابن عامر بقطع الألف مخففة التاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

وقوله { فأتبع سبباً } الآية ، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو «فاتّبع » بشد التاء ، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي «فأتبع » بسكون التاء على وزن أفعل ، قال بعض اللغويين هما بمعنى واحد ، وكذلك تبع ، وقالت فرقة «أتبع » بقطع الألف : هي عبارة عن المجد المسرع الحثيث الطلب ، و «اتبع » إنما يتضمن معنى الاقتفاء دون هذه القرائن ، قاله أبو زيد وغيره .

قال القاضي أبو محمد : واستقرأ هذا القائل هذه المقالة من القرآن كقوله عز وجل { فأتبعه شهاب ثاقب }{[1]} [ الصافات : 10 ] ، وكقوله { فأتبعهم فرعون }{[2]} [ يونس : 90 ] [ طه : 78 ] ، وكقوله : { فأتبعه الشيطان }{[3]} [ الأعراف : 175 ] ، وهذا قول حكاه النقاش عن يونس بن حبيب ، وإذا تأملت «اتّبع » بشد التاء لم تربط لك هذا المعنى ولا بد . و «السبب » في هذه الآية ، الطريق المسلوكة ، لأنها سبب الوصول إلى المقصد .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.
[3]:- أخرجه الإمام مالك في الموطأ المشهور بلفظ: (السبع المثاني القرآن العظيم الذي أعطيته) والترمذي وغيرهما، وخرج ذلك أيضا الإمام البخاري وغيره، عن أبي سعيد ابن المعلى في أول كتاب التفسير، وفي أول كتاب الفضائل بلفظ: (السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). والسبع الطوال هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، فقوله: والسبع الطوال إلخ. رد على من يقول: إنما السبع المثاني.