الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَتۡبَعَ سَبَبًا} (85)

قال : الله تعالى ذكره : { فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس } [ 84 ] إلى قوله : { من أمرنا يسرا } [ 86

] .

من خفف " أتبع " وقطع الألف{[43417]} جعله من : اتبع ، إذا سار{[43418]} ولم يلحق المتبوع في خير أو شر ، حكاه الأصمعي . ومن وصل الألف و[ شدد{[43419]} ]{[43420]} جعله من اتبعه ، إذا لحقه . ومن الأول { فأتبعوهم مشرقين{[43421]} }{[43422]} .

وقيل : هما لغتان بمعنى ، يقع{[43423]} بهما اللحاق وقد لا يقع{[43424]} ، وهو الصواب إن شاء الله لقوله { فأتبعه الشيطان }{[43425]} فلو لم يلحقه ما غوى ، ولقوله { فأتبعه شهاب ثاقب }{[43426]} فهذا قد يلحقه وقد لا يلحقه .

ومعنى { سببا } في هذا الموضع طريقا ومنزلا . قاله ابن عباس{[43427]} . وقال : مجاهد : منزلا وطريقا بين المشرق والمغرب{[43428]} . وقال : قتادة : اتبع منازل الأرض ومعالمها{[43429]} . وقال : الضحاك{[43430]} { سببا } المنازل{[43431]} . وقال : ابن زيد : هذه الآن{[43432]} الطريق كما قال : فرعون { لعلي أبلغ الأسباب }{[43433]} أي : الطرق إلى السموات{[43434]} .


[43417]:أي قرأ "فأتبع" وهي قراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ووافقهم الأعمش، انظر معاني الفراء 2/158 وجامع البيان 16/10، والسبعة 398، والحجة 428، و الكشف 2/72، والتيسير 145 والنشر 2/314، وتحبير التيسير 139.
[43418]:ق: "صار".
[43419]:ساقط من ق.
[43420]:أي قراءة "فاتبع"، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وانظر السبعة 398 وإعراب النحاس 2/469 والحجة 428، والكشف 2/72، والتيسير 145، والجامع والنشر 2/314 وتحبير التيسير 139.
[43421]:الشعراء: 60.
[43422]:انظر تفسير هاتين القراءتين في إعراب النحاس 2/470 وفيه "وهذا قول لا يقبل إلا بعلة أو دليل "ورد الاستشهاد بالآية. "فاتبعوهم".
[43423]:ط: يقطع.
[43424]:وهو قول النحاس، انظر إعراب النحاس 2/470.
[43425]:الأعراف: 175.
[43426]:الصافات: 10.
[43427]:انظر قوله في جامع البيان 16/10، والدر 5/449.
[43428]:انظر قوله في تفسير مجاهد 450، وجامع البيان 16/10، والدر 5/450.
[43429]:انظر قوله في جامع البيان 16/10، والدر 5/450.
[43430]:الصافات : 10.
[43431]:انظر قوله في جامع البيان 16/10.
[43432]:ق: "هداه إلى".
[43433]:غافر: 36.
[43434]:انظر قوله في جامع البيان 16/10، والدر 5/450.