{ فَأَتْبَعَ سَبَباً } من تلك الأسباب . قال المفسرون : والمعنى طريقاً تؤديه إلى مغرب الشمس . قال الزجاج : فأتبع سبباً من الأسباب التي أوتي ، وذلك أنه أوتي من كل شيء سبباً فأتبع من تلك الأسباب التي أوتي سبباً في المسير إلى المغرب ، وقيل : أتبع من كل شيء علماً يتسبب به إلى ما يريد ؛ وقيل : بلاغاً إلى حيث أراد ؛ وقيل : من كل شيء يحتاج إليه الخلق ؛ وقيل : من كل شيء تستعين به الملوك من فتح المدائن وقهر الأعداء . وأصل السبب : الحبل ، فاستعين لكل ما يتوصل به إلى شيء . قرأ ابن عامر ، وأهل الكوفة ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ( فأتبع ) بقطع الهمزة ، وقرأ أهل المدينة وأهل مكة وأبو عمرو بوصلها . قال الأخفش : تبعته وأتبعته بمعنى . مثل ردفته وأردفته ، ومنه قوله : { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [ الصافات : 10 ] . قال النحاس : واختار أبو عبيدة قراءة أهل الكوفة ، قال : لأنها من السير . وحكى هو والأصمعي أنه يقال : تبعته وأتبعته إذا سار ولم يلحقه ، وأتبعه إذا لحقه . قال أبو عبيدة : ومثله { فَأَتْبَعُوهُم مُشْرِقِينَ } . قال النحاس : وهذا من الفرق وإن كان الأصمعي قد حكاه فلا يقبل إلا بعلم أو دليل ، وقوله عزّ وجلّ : { فَأَتْبَعُوهُم مُشْرِقِينَ } [ الشعراء : 60 ] ليس في الحديث أنهم لحقوهم ، وإنما الحديث لما خرج موسى وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه في البحر انطبق عليهم البحر . والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد ، وهو بمعنى : السير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.