المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

5- أولئك الذين لهم العذاب السيئ ، وهم في الآخرة أشد الناس خسرانا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

قوله تعالى : { أولئك الذين لهم سوء العذاب } شدة العذاب في الدنيا بالقتل والأسر ببدر ، { وهم في الآخرة هم الأخسرون } لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم وصاروا إلى النار .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

ثم بين - سبحانه - قبح عاقبتهم فقال : { أولئك الذين لَهُمْ سواء العذاب } .

أى : أولئك الذين لم يؤمنوا بالآخرة ، لهم أشد أنواع العذاب الذى يذلهم ويؤلمهم فى الدنيا { وَهُمْ فِي الآخرة هُمُ الأخسرون } أى : وهم فى الآخرة أشد خسارة منهم فى الدنيا إذ عذاب الدنيا له نهاية . أما عذاب الآخرة فلا نهاية له .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

{ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } أي : إنما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لِمَنْ آمن به واتبعه وصدقه ، وعمل بما فيه ، وأقام الصلاة المكتوبة ، وآتى الزكاة المفروضة ، وآمن{[21958]} بالدار الآخرة والبعث بعد الموت ، والجزاء على الأعمال ، خيرها وشرها ، والجنة والنار ، كما قال تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [ فصلت : 44 ] . وقال : { لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا } [ مريم : 97 ] ؛ ولهذا قال هاهنا : { إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } أي : يكذبون بها ، ويستبعدون وقوعها { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } أي : حَسَّنَّا لهم ما هم فيه ، ومددنا لهم في غَيهم فهم يَتيهون في ضلالهم . وكان هذا جزاء على ما كذبوا به من الدار الآخرة ، كما قال تعالى : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ الأنعام : 110 ] ، { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ } أي : في الدنيا والآخرة ، { وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ } أي : ليس يخسر أنفسهم وأموالهم سواهم من أهل المحشر .


[21958]:- في ف : "وأيقن".

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

ثم توعدهم تعالى ب { سوء العذاب } ، فمن ناله شيء في الدنيا بقي عليه عذاب الآخرة .

ومن لم ينله عذاب الدنيا كان سوء عذابه في موته وفيما بعده ، و { الأخسرون } جمع أخسر لأن أفعل صفة لا يجمع إلا أن يضاف فتقوى رتبته في الأسماء . وفي هذا نظر{[8978]} .


[8978]:علق أبو حيان على ذلك بقوله: "ولا نظر في كونه يجمع جمع سلامة وجمع تكسير إذا كان بأل، لا يجوز فيه إلا ذلك إذا كان قبله ما يطابقه في الجمعية، فيقال: الزيدون هم الأفضلون والأفاضل، والهندات هن الفضليات والأفاضل، وأما قوله: (لا يجمع إلا أن يضاف) فلا يتعين إذ ذاك جمعه، بل إذا أضيف إلى نكرة فلا يجوز جمعه، وإن أضيف إلى معرفة جاز فيه الجمع والإفراد على ما تقرر في كتب النحو).
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أولئك الذين لهم سوء} يعني: شدة {العذاب} في الآخرة {وهم في الآخرة هم الأخسرون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"أُولَئِكَ الّذِينَ لَهُمْ سُوءُ العَذَابِ" يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة لهم سوء العذاب في الدنيا، وهم الذين قتلوا ببدر من مشركي قريش "وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخَسرُونَ "يقول: وهم يوم القيامة هم الأوضعون تجارة والأَوكسوها باشترائهم الضلالة بالهدى "فَمَا رَبحَتْ تِجَارَتهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ".

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{أولئك الذين لهم سوء العذاب} أي لهم ما يسوءهم من العذاب في الآخرة لاختيارهم سوء الأفعال في الدنيا {وهم في الآخرة هم الأخسرون} [والخاسرون 2 واحد.

وجائز أن يقال: {هم الأخسرون} للقادة منهم والرؤساء لأنهم ضلوا بأنفسهم، وأضلوا غيرهم، هم أخسر من 3 الأتباع كقوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم} [النحل: 25].

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

... و {الأخسرون} أشدّ الناس خسراناً؛ لأنهم لو آمنوا لكانوا من الشهداء على جميع الأمم، فخسروا ذلك مع خسران النجاة وثواب الله.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{أولئك الذين لهم سوء العذاب} ففيه وجهان:

الأول: أنه القتل والأسر يوم بدر.

والثاني: مطلق العذاب سواء كان في الدنيا أو في الآخرة والمراد بالسوء شدته وعظمه.

{هم الأخسرون} ففيه وجهان:

الأول: أنه لا خسران أعظم من أن يخسر المرء نفسه بأن يسلب عنه الصحة والسلامة في الدنيا ويسلم في الآخرة إلى العذاب العظيم.

الثاني: المراد أنهم خسروا منازلهم في الجنة لو أطاعوا، فإنه لا مكلف إلا وعين له منزل في الجنة لو أطاع فإذا عصى عدل به إلى غيره فيكون قد خسر ذلك المنزل.

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

{أولئك}: إشارة إلى منكري البعث...والظاهر أن {الأخسرون} أفعل التفضيل، وذلك أن الكافر خسر الدنيا والآخرة، كما أخبر عنه تعالى، وهو في الآخرة أكثر خسراناً، إذ مآله إلى عقاب دائم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وهم في الآخرة هم} المختصون بأنهم {الأخسرون} أي أشد الناس خسارة لأنهم خسروا ما لا خسارة مثله، وهو أنفسهم التي لا يمكنهم إخلافها.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

قصد باسم الإشارة زيادة تمييزهم فضحاً لسوء حالهم مع ما ينبه إليه اسم الإشارة في مثل هذا المقام من أن استحقاقَهم ما يخبَر به عنهم ناشئ عما تقدم اسم الإشارة...

ففي الآية إشارة إلى جزاءين: جزاء في الدنيا معدود لهم يستحقونه بكفرهم، فهم ما داموا كافرين متهيئون للوقوع في ذلك العذاب إن جاء إبانه وهم على الكفر.

وجزاءٍ في الآخرة يَنَال من صار إلى الآخرة وهو كافر.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} الأخسرون جمع أخسر، وهو أفعل تفضيل على غير بابه، أي هم الذين خسروا خسارة ليس فوقها خسارة أبدا، وفيه تأكيد للقول الكريم، وقد أكد ثانيا ب (هم) التي تكررت، وأكد ثالثا بالقصر لتعريف الطرفين، أي هم وحدهم الأخسرون، ولا يخسر أحد سواهم.