اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ} (5)

قوله : { أولئك الذين لَهُمْ سوء العذاب } أي : القتل والأسر يوم بدر ، وقيل : المراد مطلق العذاب ، سواء كان في الدنيا أو{[38214]} في الآخرة ، وسوء العذاب : شدته{[38215]} .

قوله : «الأَخْسَرُونَ » في ( أَفْعَلَ ) قولان : أظهرهما : أنها على بابها من{[38216]} التفضيل ، وذلك بالنسبة إلى الكفار ، من حيث اختلاف الزمان والمكان ، يعني : أنهم أكثر خسراناً في الآخرة منهم في الدنيا ، أي أن خسرانهم في الآخرة أكثر من خسرانهم في الدنيا{[38217]} .

وقال جماعة - منهم الكرماني{[38218]} - هي هنا للمبالغة لا للشَّركة ، لأن المؤمن لا خسران له في الآخرة ألبتة{[38219]} ، وقد تقدم جواب ذلك ، وهو أن الخسران راجع إلى شيء واحد ، باعتبار اختلاف زمانه ومكانه . وقال ابن عطية : «الأَخْسَرُونَ » جمع ( «أَخْسَرَ » ، لأن أفعل صفة لا يجمع إلا أن يضاف ، فتقوى رتبته في الأسماء ، وفي هذا نظر{[38220]} . قال أبو حيان : ولا نظر في أنه يجمع جمع سلامة أو جمع تكسير إذا كان ب ( ال ) ، بل لا يجوز فيه إلا ذلك إذا كان قبله ما يطابقه في الجمعية ، فيقول : الزيدون هم الأفضلون والأفاضل ، والهندات هنّ الفضليات والفضل{[38221]} ، وأما قوله : لا يجمع إلا أن يضاف ) فلا يتعين إذ ذاك جمعه ، بل إذا أضيف إلى نكرة فلا{[38222]} يجوز جمعه ، وإن أضيف إلى معرفة جاز فيه الجمع والإفراد{[38223]} .


[38214]:في ب: و.
[38215]:انظر الفخر الرازي 24/180.
[38216]:في الأصل: على.
[38217]:انظر البحر المحيط 7/54.
[38218]:تقدم.
[38219]:انظر البحر المحيط 7/54.
[38220]:تفسير ابن عطية 11/167.
[38221]:في ب: والفضلى.
[38222]:في النسختين: لا. والتصويب من البحر المحيط.
[38223]:البحر المحيط 7/54.