المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

21 - ثم نظر في وجوه الناس ، ثم قطَّب وجهه وزاد في كلوحه ، ثم أعرض عن الحق وتعاظم أن يعترف به ، فقال : ما هذا إلا سحر ينقل عن الأولين .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

{ ثم عبس وبسر } كلح وقطب وجهه فنظر بكراهية شديدة كالمهتم المتفكر في شيء .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } أى : ثم قطب ما بين عينيه حين استعصى عليه أن يجد فى القرآن مطعنا ، وكلح وجهه ، وتغير لونه ، وارتعشت أطرافه ، حين ضاقت عليه مذاهب الحيل ، فى أن يجد فى القرآن مطعنا .

يقال : عَبسَ فلان يَعْبِسُ عبوسا ، إذا قطب جبينه . وأصله من العبس وهو ما تعلق بأذناب الإِبل من أبوالها وأبعارها بعد أن جف عليها .

ويقال : بَسر فلان يَبسُر بسورا ، إذا قبض ما بين عينيه كراهية للشئ .

ومنه قوله - تعالى - : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

11

ولقطة وهو يقطب حاجبيه عابسا ، ويقبض ملامح وجهه باسرا ، ليستجمع فكره في هيئة مضحكة !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

{ ثُمَّ عَبَسَ } أي : قبض بين عينيه وقطب ، { وَبَسَرَ } أي : كلح وكره ، ومنه قول توبة بن الحُمَير الشاعر :

وَقَد رَابَني منها صُدُودٌ رَأيتُه *** وَإعرَاضُها عَن حاجَتي وبُسُورُها

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

يقول تعالى ذكره : إن هذا الذي خلقته وحيدا ، فكّر فيما أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن ، وقدّر فيما يقول فيه فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ يقول : ثم لعن كيف قدّر النازل فيه ثُمّ نَظَرَ يقول : ثم روّي في ذلك ثُمّ عَبَس يقول : ثم قبض ما بين عينيه وَبَسَرَ يقول : كلح وجهه ومنه قول توبة بن الحُمَيّر :

وَقَدْ رَابَنِي مِنْها صُدُودٌ رأيتُهُوإعْراضُها عَنْ حاجَتِي وبُسُورُها

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاءت الأخبار عن الوحيد أنه فعل . ذكر الرواية بذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر عن عباد بن منصور ، عن عكرِمة ، أن الوليد بن المُغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رقّ له ، فبلغ ذلك أبا جهل ، فقال : أي عمّ إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ، قال : لِمَ ؟ قال : يعطونكه فإنك أتيت محمدا تتعرّض لما قِبَله قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالاً ، قال : فقل فيه قولاً يعلم قومك أنّك مُنكر لما قال ، وأنك كاره له قال : فما أقول فيه ، فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه مني ، ولا بقصيده ، ولا بأشعار الجنّ ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله إن لقوله لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو ولا يعلى قال : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعني حتى أفكر فيه فلما فكّر قال : هذا سحر يأثره عن غيره ، فنزلت ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا . قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا ، فنزلت هذه الاَية حتى بلغ تسعة عشر .

حدثني محمد بن سعيد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : إنّهُ فَكّرَ وَقَدّرَ . . . إلى ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ قال : دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قُحافة رضي الله عنه يسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا بسحر ، ولا بهذي من الجنون ، وإن قوله لمن كلام الله فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا : والله لئن صبأ الوليد لتصبأن قريش ، فلما سمع بذلك أبو جعل قال : أنا والله أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد : ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟ قال : ألستُ أكثرهم مالاً وولدا ؟ فقال له أبو جهل : يتحدّثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قُحافة لتصيب من طعامه قال الوليد : أقد تحدثت به عشيرتي فلا يقصر عن سائر بني قُصيّ لا أقرب أبا بكر ولا عمر ولا ابن أبي كبشة ، وما قوله إلا سحر يؤثر فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم : ذَرْنِي وَمَن خَلَقْتُ وَحِيدا . . . إلى لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّهُ فَكّرَ وقدّر زعموا أنه قال : والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل ، فإذا هو ليس له بشعر ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وما أشكّ أنه سحر ، فأنزل الله فيه : فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ . . . الاَية ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ : قبض ما بين عينيه وكلح .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : فَكّرَ وَقَدّرَ قال : الوليد بن المغيرة يوم دار الندوة .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ذَرْنِي وَمَن خَلَقْتُ وَحِيدّا يعني الوليد بن المغيرة دعاه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فقال : حتى أنظر ، ففكر ثُمّ نَظَرَ ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمّ أدْبَرَ وَاسْتَكْبَر فَقالَ إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ فجعل الله له سقر .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا . . . إلى قوله : إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ قال : هذا الوليد بن المغيرة قال : سأبتار لكم هذا الرجل الليلة ، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فوجده قائما يصلي ويقتريء ، وأتاهم فقالوا : مَهْ ؟ قال : سمعت قولاً حلوا أخضر مثمرا يأخذ بالقلوب ، فقالوا : هو شعر ، فقال : لا والله ما هو بالشعر ، ليس أحد أعلم بالشعر مني ، أليس قد عرَضتْ عليّ الشعراء شعرَهم نابغة وفلان وفلان ؟ قالوا : فهو كاهن ، فقال : لا والله ما هو بكاهن ، قد عرضت عليّ الكهانة ، قالوا : فهذا سحر الأوّلين اكتتبه ، قال : لا أدري إن كان شيئا فعسى هو إذا سحر يؤثر ، فقرأ : فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ ثُمّ قُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ قال : قتل كيف قدّر حين قال : ليس بشعر ، ثم قتل كيف قدّر حين قال : ليس بكهانة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

ثم عبس قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا ولم يدر ما يقول أو نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطب في وجهه وبسر اتباع لعبس .