النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (22)

{ ثم عَبَسَ وبَسَرَ } أما عبس فهو قبض ما بين عينينه ، وبَسَرَ فيه وجهان :

أحدهما : كلح وجهه ، قاله قتادة ، ومنه قول بشر بن أبي خازم :

صبحنا تميماً غداة الجِفار *** بشهباءَ ملمومةٍ باسِره{[3138]}

الثاني : تغيّر ، قاله السدي ، ومنه قول توبة{[3139]} :

وقد رابني منها صدودٌ رأيتُه *** وإعْراضها عن حاجتي وبُسورها .

واحتمل أن يكون قد عبس وبسر على النبي صلى الله عليه وسلم حين دعاه . واحتمل أن يكون على من آمن به ونصره .

وقيل إن ظهور العبوس في الوجه يكون بعد المحاورة ، وظهور البسور في الوجه قبل المحاورة .


[3138]:الجفار: موضع. بشهباء: أي بكتيبة شهباء. ملمومة: مجتمعة.
[3139]:توبة: هو توبة بن الحمير صاحب ليلى الإخيلية. عاشا في العصر الأموي.