المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

50- دبَّروا الفتك بصالح وأهله ، والله من ورائهم قد دبَّر النجاة لنبيه وأهله والهلاك لهم وهم لا يشعرون بتدبير الله .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

قوله تعالى : { ومكروا مكراً } غدروا غدراً حين قصدوا تبييت صالح والفتك به ، { ومكرنا مكراً } جزيناهم على مكرهم بتعجيل عقوبتهم . { وهم لا يشعرون* }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

ولكن هذا المكر السىء ، والتحايل القبيح قد أبطله الله - تعالى - وجعله يحيق بهم وبأشياعهم ، فقد قال - تعالى -{ ومكَرُواْ مَكْراً ومكرنا مكرا } أى : ودبرنا لصالح - عليه السلام - ولمن آمن به ، تدبيرا محمودا محكما { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أى : وهم لا يشعرون بتدبيرنا الحكيم ، حيث أنجينا صالحا ومن معه من المؤمنين ، وأهلكنا أعداءه أجمعين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنّا دَمّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وغدر هؤلاء التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض بصالح بمصيرهم إليه ليلاً ليقتلوه وأهله ، وصالح لا يشعر بذلك وَمَكَرْنا مَكْرا يقول : فأخذناهم بعقوبتنا إياهم ، وتعجيلنا العذاب لهم وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بمكرنا .

وقد بيّنا فيما مضى معنى : مكر الله بمن مكر به ، وما وجه ذلك ، وأنه أخذه من أخذه منهم على غرّة ، أو استدراجه منهم من استدرج على كفره به ، ومعصيته إياه ، ثم إحلاله العقوبة به على غرّة وغفلة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن رجل ، عن عليّ ، قال : المكر غدر ، والغدر كفر .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنا مَكْرا قال : احتالوا لأمرهم ، واحتال الله لهم ، مكروا بصالح مكرا ، ومكرنا ، ومكرنا بهم مكرا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بمكرنا وشعرنا بمكرهم ، قالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث فنحن نفرغ منه وأهله قبل ذلك ، وكان له مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه ، فخرجوا إلى كهف وقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله ، ففرغنا منهم ، وقرأ قول الله تبارك وتعالى : قالُوا تَقاسَمُوا باللّهِ لَنُبَيّتَنّه وأهْلَهُ ، ثُمّ لَنَقُولَنّ لِوَلِيّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أهْلِهِ ، وإنّا لَصَادِقُونَ فبعث الله صخرة من الهَضْب حِيالَهم ، فخشُوا أن تشدَخَهم ، فبادروا الغار ، فَطَبقت الصخرة عليهم فم ذلك الغار ، فلا يدري قومُهم أين هم ؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم ؟ فعذّب الله تبارك وتعالى هؤلاء ها هنا ، وهؤلاء هنا ، وأنجى الله صالحا ومن معه .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قَتادة وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنا مَكْرا قال : فسلط الله عليهم صخرة فقتلتهم .