لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

ومَكْرُهُم ما أظهروا في الظاهر من موافقة صالح ، وعقرهم الناقة خفيةٌ ، وتوريك الذَّنبِ على غير جارمه ، والتبرِّي من اختيارهم ذلك .

وأمَّا مَكْرُ اللَّهِ جزاؤهم على مَكِرْهم بإخفاء ما أراد بهم من العقوبة عنهم ، ثم إحلالهم بهم بغتةً . فالمَكْرُ من الله تخليتُه إياهم مع مَكْرِهم بحيث لا يعصمهم ، وتزيينُ ذلك في أعينهم ، وتجيبُ ذلك إليهم . . . ولو شاء لَعَصَمَهُم . ومن أليم مَكْرِهِ انتشارُ الصيت بالصلاح ، والعمر في السّرِّ بخلاف ما يتوهم بهم من الصلاح ، وفي الآخرة لا يَجُوزُ في سُوقِها هذا النَّقْدُ ! .