النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

{ وَمَكَرُوا مَكْراً } وهو ما همّوا به من قتل صالح .

{ وَمَكَرْنَا مَكْراً } وهو أن رماهم الله بصخرة فأهلكهم .

{ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي لا يعلمون بمكرنا وقد علمنا بمكرهم .

وفي مكرهم ومكر الله تعالى بهم قولان :

أحدهما : قاله الكلبي ، وهم لا يشعرون بالملائكة الذين أنزل الله على صالح ليحفظوه من قومه حين دخلوا عليه ليقتلوه فرموا كل رجل منهم بحجر حتى قتلوهم جميعاً وسَلِمَ صالح من مكرهم .

الثاني : قاله الضحاك ، أنهم مكروا بأن أظهروا سفراً وخرجوا فاستتروا في غار ليعودوا في الليل فيقتلوهُ ، فألقى الله صخرة على باب الغار حتى سدّه وكان هذا مكر الله بهم .