ثم قال تعالى : { ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون }[ 52 ] ، أي مكر هؤلاء التسعة بسيرهم إلى صالح ليلا ليقتلوه ، وصالح لا يشعر بذلك . { ومكروا مكرا } أي فأخذناهم بالعقوبة وهم لا يشعرون بمكر الله . فالمعنى : ومكروا مكرا بما عملوه ، ومكرنا مكرا أي جازينهم على مكرهم .
وقيل : مكر الله بهم : إعلامه لصالح ومن آمن به بهلاكهم ، وأمره لهم بالخروج من بين أظهرهم ، ففعلوا ، وأخذ العذاب الكفار دون غيرهم .
وقيل : المكر من الله الإتيان بالعقوبة المستحقة من حيث لا يدري العبد .
وقيل{[52727]} : المكر من الله : أخذه من أخذ منهم على غرة وغفلة .
قال إبراهيم بن عرفة : المكر من المخلوقين هو إظهار غير ما في النفوس ليوقعوا الحملة ، ويبلغوا ما يريدون ، المكر من الله إظهار النظرة وترك العقوبة عاجلا حتى يأخذه على غرة . ألم تسمع إلى قوله : { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين }{[52728]} أي أطيل لهم المدة .
روي في خبر صالح مع قومه : " أنهم قالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث فنحن نفرغ منه ، ومن أهله قبل ثلاث . وكان لصالح مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه فخرجوا إلى كهف وقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله ففرغنا منهم ، فبعث الله عليهم صخرة من أهضب{[52729]} جبالهم{[52730]} فخشوا أن تشدخهم{[52731]} فبادروا فطبقت الصخرة عليهم في ذلك ، فلا يدري قومهم أين هم ؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم ؟ فعذاب الله هؤلاء هنا ، وهؤلاء هنا ، وأنجى صالحا ومن معه{[52732]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.