التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (50)

لكن الله المنتقم الجبار كان لهؤلاء المتواطئين المجرمين بالمرصاد ليرد كيدهم في نحورهم ، ويدفع عن نبيه الكريم شرهم ومكرهم . وهو قوله : { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } . المكر ، يعني الاحتيال والخديعة . فهو ماكر ومكار . ومكر الله معناه مجازاته على المكر ؛ فهو يجازي السيئة بالعقاب . وذلك مكره{[3447]} فقد أخذهم الله بالعذاب ودمّر عليهم تدميرا { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } أي استدرجهم الله استدراجا ثم أخذهم على غره وهم لا يعلمون بمكر الله بهم . وذلك جزاء تمالئهم على نبيه وائتمارهم به ليقتلوه ليلا . قال ابن عباس : أرسل الله تعالى الملائكة تلك الليلة فامتلأت بهم دار صالح . فأتى التسعة دار صالح شاهرين سيوفهم فقتلهم الملائكة رضخا بالحجارة فيرون الحجارة ولا يرون من يرميها . وقيل : اختفوا في غار قريب من دار صالح ، فانحدرت عليهم صخرة شدختهم جميعا . فهذا ما كان من مكرهم ، ومكر الله مجازاتهم على ذلك .


[3447]:مختار الصحاح ص 629 والمصباح المنير جـ 2 ص 243.