المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

وإن عليك إبعادي لك عن كل خير إلى يوم الجزاء ، فتجزى على كفرك بي وتكبرك علي .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

65

هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح :

( قال : فاخرج منها فإنك رجيم . وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) . .

ولا نملك أن نحدد عائد الضمير في قوله : ( منها )فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) : مر بيانه في " الحجر " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

و «اللعنة » الإبعاد . و : { يوم الدين } يوم القيامة . و { الدين } : الجزاء ، وإنما حد له اللعنة ب { يوم الدين } ، ولعنته إنما هي مخلدة ليحصر له أمد التوبة ، لأن امتناع توبته بعد يوم القيامة ، إذ ليست الآخرة دار عمل ، ثم إن إبليس سأل النظرة وتأخير الأجل إلى يوم بعث الأجساد من القبور ، فأعطاه الله تعالى الإبقاء { إلى يوم الوقت المعلوم } .

واختلف الناس في تأويل ذلك ، فقال الجمهور : أسعفه الله في طلبته وأخره إلى يوم القيامة ، فهو الآن حي مغو مضل ، وهذا هو الأصح من القولين . وقالت فرقة : لم يسعف بطلبته ، وإنما أسعف إلى الوقت الذي سبق من الله تعالى أن يموت إبليس فيه . وقال بعض هذه الفرقة : مات إبليس يوم بدر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

واللعنة : الإِبعاد من رحمة الله ، وأضيف إلى الله لتشنيع متعلقها وهو الملعون لأن الملعون من جانب الله هو أشنع ملعون .

وجعل { يَوْمِ الدِينِ } غاية اللعنة للدلالة على دوامها مدةَ هذه الحياة كلها ليستغرق الأزمنة كلها ، وليس المراد حصول ضد اللعنة له يوم الدين أعني الرحمة لأن يوم الدين يوم الجزاء على الأعمال فجزاء الملعون العذاب الأليم كما أنبأ بذلك التعبير ب { يَوْممِ الدينِ } دون : { يوم يبعثون } [ ص : 79 ] ، أو { يوم الوقت المعلوم } [ ص : 81 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَإنّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي": يقول: وإن لك طردي من الجنة "إلى يَوْمِ الدّينِ "يعني: إلى يوم مجازاة العباد ومحاسبتهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

كانت اللعنة عليه إلى يوم الدين هي خذلانه وطرده عن رحمته ودينه؛ لما علم أنه لا يعود إلى اختيار توحيده وطاعته أبدا، وكانت عليه في الدنيا والآخرة؛ فأما في الدنيا فما ذكرنا من خذلانه وتركه في الغي، وأما في الآخرة فطرده عن جنته.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

كأن لعنة إبليس غايتها يوم الدين ثم تنقطع؟ قلت: كيف تنقطع وقد قال الله تعالى: {فَأَذَّنَ مُؤَذّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ الله عَلَى الظالمين} [الأعراف: 44] ولكن المعنى: أن عليه اللعنة في الدنيا، فإذا كان يوم الدين اقترن له باللعنة ما ينسى عنده اللعنة، فكأنها انقطعت...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان الطرد قد يكون في وقت يسير، بين أنه دائم بقوله، مؤكداً إشارة إلى الإعلام بما في نفسه من مزيد الكبر: {وإن عليك} أي خاصة.

ولما كان السياق هنا للتكلم في غير مظهر العظمة لم يأت بلام الكلام بخلاف الحجر فقال: {لعنتي} أي إبعادي مع الطرد والخزي والهوان والذل مستعل ذلك عليك دائماً قاهراً لك لا تقدر على الانفكاك عنه بوجه، وأما غيرك فلا يتعين للعن بل يكون بين الرجاء والخوف لا علم للخلائق بأنه مقطوع بلعنه ما دام حياً إلا من أخبر عنه نبي من الأنبياء بذلك، ثم غيى هذا اللعن بقوله: {إلى يوم الدين} أي فإذا جاء ذلك اليوم أخذ في المجازاة لكل عامل بما عمل ولم يبق لمذنب وقت يتدارك فيه ما فاته، وحينئذ يعلم أهل الاستحقاق للعن كلهم، ولم يبق علم ذلك خاصاً بإبليس بل يقع العلم بجميع أهل اللعنة، فالغاية لعلم الاختصاص باللعن لا للعن...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

اللعنة: الإِبعاد من رحمة الله، وأضيف إلى الله لتشنيع متعلقها وهو الملعون؛ لأن الملعون من جانب الله هو أشنع ملعون...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

انّ الإنسان عندما يرى النتائج الوخيمة لأعماله السيّئة عليه أن يستيقظ من غفلته، وأن يفكّر في كيفية إصلاح ذلك الخطأ، ولا شيء أخطر من بقاءه راكباً لموج الغرور واللجاجة واستمراره في السير نحو حافّة الهاوية؛ لأنّه في كلّ لحظة يبتعد أكثر عن الصراط المستقيم، وهذا هو نفس المصير المشؤوم الذي وصل إليه إبليس.