السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (78)

فإن قيل : الطرد هو : اللعن فيكون قوله تعالى : { وإن عليك لعنتي } مكرراً أجيب : بحمل الطرد على ما تقدم وتحمل اللعنة على الطرد من رحمة الله تعالى وأيضاً قوله تعالى : { وإن عليك لعنتي } { إلى يوم الدين } أي : الجزاء أفاد أمراً وهو طرده إلى يوم القيامة فلا يكون تكراراً وقيل : المراد بالرجم كون الشياطين مرجومين بالشهب ، فإن قيل : كلمة إلى لانتهاء الغاية فكأن لعنة الله إبليس غايتها يوم الدين ثم تنقطع ، أجيب : بأنها كيف تنقطع وقد قال تعالى : { فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة الله على الظالمين } ( الأعراف : 44 ) فأفاد أن عليه اللعنة في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة اقترن عليه مع اللعنة من العذاب ما تنسى عنده اللعنة فكأنها انقطعت .

تنبيه : قال تعالى هنا { لعنتي } وفي آية أخرى { اللعنة } وهما وإن كانا في اللفظ عاماً وخاصاً إلا أنهما من حيث المعنى عامان بطريق اللازم لأن من كانت عليه لعنة الله تعالى كانت عليه لعنة كل أحد لا محالة ، وقال تعالى : { أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } ( البقرة : 161 ) .