ثم يناقش إحدى مقولاتهم المتهافتة عن الله سبحانه . تلك التي ينسبون إليه فيها بنوة الملائكة ، الذين يتصورونهم إناثا ؛ موجها الخطاب مباشرة إليهم ، زيادة في التخجيل والترذيل :
( أم له البنات ولكم البنون ? ) .
وهم كانوا يعتبرون البنات في درجة أقل من درجة البنين ، إلى حد أن تسود وجوههم من الكمد والكظم حين يبشرون بالأنثى . وكانوا مع هذا لا يستحيون من نسبة البنات إلى الله ! فهو هنا يأخذهم بعرفهم وتقاليدهم ، ليخجلهم من هذا الادعاء . وهو في ذاته متهافت لا يستقيم !
39- { أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ } .
كانوا يزعمون أن الملائكة بنات الله ، وأن الله أصهر إلى سراة الجن فأنجب منهم الملائكة .
قال تعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشَهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويُسألون } .
وهنا يوبخهم على زعمهم ، فهم ينسبون الإناث إلى الله ، وفي القرآن الكريم : { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما شاء سبحانه هو الله الواحد القهار } . ( الزمر : 4 ) .
وقد هاجمهم القرآن ، ووبخهم على هذه الفرية الساذجة في مثل قوله تعالى : { ألكم الذكر وله الأنثى*تلك إذا قسمة ضيزى } . ( النجم : 21-22 ) .
أي : جائرة ، حيث تجعلون له الأقل ، ولكم الأعلى في زعمكم .
وقال سبحانه : { وإذا بُشّر أحدهم بما ضَرب للرحمن مثلا ظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم } . ( الزخرف : 17 )
وهنا يستفهم هذا الاستفهام الإنكاري ، فيقول : أتجعلون لله الأقل في زعمكم ولكم الأعلى ، لقد كان أحدهم يسودُّ وجهه إذا بُشِّر بالأنثى ، ومع هذا لا يستحيون من نسبة البنات إلى الله ، فهو هنا يأخذهم بعرفهم وتقاليدهم ليُخجلهم من هذا الادعاء المتهافت : أم له البنات ولكم البنون .
{ أم له البنات ولكم المبنون ؟ } : أي ألهُ تعالى البنات ولكم البنون إن أقوالكم كلها من هذا النوع لا واقع لها أبداً إنها افتراءات .
وقوله : { أم له البنات ولكم البنون } أي لله تعالى البنات ولكم البنون إن جميع ما تقولونه من هذا النوع هو كذب ساقط بارد ، وافتراء ممقوت ممجوج إن نسبتهم البنات لله كافية في رد كل ما يقولون ومبطلة لكل ما يدعون فإنهم كذبة مفترون لا يتورعون عن قول ما تحيله العقول ، تتنزه عنه الفُهوم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.