المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

21 - قال نوح : رب إن قومي عصَوني فيما أمرتهم به من الإيمان والاستغفار ، واتبع الضعفاء منهم مَن لم يزده مالُه وولدُه إلا خسراناً في الآخرة ، ومكر أصحاب الأموال والأولاد بتابعيهم من الضعفاء مكراً بالغ النهاية في العِظَم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

هؤلاء القادة لم يكتفوا بالضلال . . ( ومكروا مكرا كبارا ) . مكرا متناهيا في الكبر . مكروا لإبطال الدعوة وإغلاق الطريق في وجهها إلى قلوب الناس . ومكروا لتزيين الكفر والضلال والجاهلية التي تخبط فيها القوم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

وقوله : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } قال مجاهد : { كُبَّارًا } أي عظيمًا . وقال ابن زيد : { كُبَّارًا } أي : كبيرا . والعرب تقول : أمر عجيب وعُجَاب وعُجَّاب . ورجل حُسَان . وحُسَّان : وجُمَال وجُمَّال ، بالتخفيف والتشديد ، بمعنى واحد .

والمعنى في قوله : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } أي : باتباعهم في تسويلهم لهم بأنهم على الحق والهدى ، كما يقولون لهم يوم القيامة : { بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا } [ سبأ : 33 ] ولهذا قال هاهنا : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

ومكروا عطف على لم يزده والضمير لمن وجمعه للمعنى مكرا كبارا كبيرا في الغاية فإنه أبلغ من كبار وهو من كبير وذلك احتيالهم في الدين وتحريش الناس على أذى نوح عليه السلام .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

وقرأ جمهور الناس : «كبّاراً » بشد الباء وهو بناء مبالغة ، نحو حسان . قال عيسى : وهي لغة يمانية وعليها قول الشاعر [ أبو صدقة الدبيري ] : [ الكامل ]

والمرء يلحقه بفتيان الندى . . . خلق الكريم وليس بالوضّاء{[11350]}

بضم الواو ، وقرأ ابن محيصن وعيسى ابن عمر «كبار » بتخفيف الباء وهو بناء مبالغة إلا أنه دون الأول ، وقرأ ابن محيصن فيما روى عنه أبو الأخريط وهب بن واضح بكسر الكاف ، وقال ابن الأنباري جمع كبير فكأنه جعل المكر مكان ذنوب أفاعل ونحوه{[11351]} .


[11350]:هذا البيت لأبي صدقة الدبيري، وهو في اللسان – وضأ- والوضاءة هي الحسن والنظافة والبهجة، يقال: هذا رجل وضيء، وهو من قوم أو ضياء ووضاء ووضاء، وجمع وضاء: وضاءون، ومعنى البيت أن الإنسان ينسب إلى الكرام ويكون منهم بالخلق الكريم لا بالحسن والنظافة.
[11351]:يعني أن قوله تعالى: (مكرا) معناه "ذنوب"، ولهذا جاء وصفه بالجمع وهو (كبارا) على هذه القراءة.