الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

أي كبيرا عظيما . يقال : كبير وكبار وكبار ، مثل عجيب وعجاب وعجاب بمعنى ، ومثله طويل وطوال وطوال . يقال : رجل حسن وحسان ، وجميل وجمال ، وقراء للقارئ ، ووضاء للوضيء . وأنشد ابن السكيت :

بيضاءُ تصطاد القلوب{[15394]} وتَسْتَبِي *** بالحسن قلب المُسْلِمِ القُرّاء

وقال آخر :

والمرء يُلْحِقُهُ بفتيان النَّدَى *** خُلُقُ الكريم وليسَ بالوُضَّاءِ

وقال المبرد : " كبارا " ( بالتشديد ) للمبالغة . وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد " كبارا " بالتخفيف . واختلف في مكرهم ما هو ؟ فقيل : تحريشهم سفلتهم على قتل نوح . وقيل : هو تعزيرهم الناس بما أوتوا من الدنيا والولد ، حتى قالت الضعفة : لولا أنهم على الحق لما أوتوا هذه النعم . وقال الكلبي : هو ما جعلوه لله من الصاحبة والولد . وقيل : مكرهم كفرهم . وقال مقاتل : هو قول كبرائهم لأتباعهم : " لا تذرن ألهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا " .


[15394]:في اللسان (مادة قرأ): "الغوي" بالغين المعجمة.