جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا كُبَّارٗا} (22)

{ ومكروا } ، عطف على لم يزده وجمع الضمير باعتبار المعنى ، { مكرا كبارا{[5150]} } : عظيما في الغاية لإتباعهم في تسويلهم أنهم على الحق كما يقولون في القيامة ، { بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا } الآية( سبأ :33 ) ،


[5150]:قال الرازي: ذكر أبو زيد البخلي في كتابه في الرد على عبدة الأصنام أن العلم بأن هذه الخشبة المنحوتة في هذه الساعة ليست خالقة للسماوات، والأرض، والنبات والحيوان علم ضروري، والعلوم الضرورية لا يجوز وقوع الاختلاف فيها بين العقلاء، وعبادة الأوثان دين كان موجودا قبل مجيء نوح- عليه السلام- بدلالة هذه الآية، وقد استمر ذلك الدين إلى هذا الزمان، وأكثر سكان أطراف المعمورة على هذا الدين فوجب حمل هذا الدين على وجه لا يعرف فساده بضرورة العقل، وإلا لما بقي هذه المدة المتطاولة في أكثر أطراف العالم، فإذا لا بد أن يكون للذاهبين إلى ذلك المذاهب تأويلات، ثم بين وجوه التأويلات إلى أن قال: الوجه الرابع أنه كان يموت أقوام صالحون، فكانوا يتخذون تماثيل على صورهم ويشتغلون بتعظيمها، وغرضهم تعظيم أولئك الأقوام الذين ماتوا حتى يكونوا شافعين لهم عند الله، وهو المراد من قولهم:{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا}(الزمر:3)، ولهذا السبب نهى الرسول- عليه السلام- عن زياد ة القبور أولا، ثم أذن فيها انتهى ما في الكبير ملخصا/12.