4 - إذا زُلزلت الأرض واهتزت اهتزازاً شديداً ، وفتتت الجبال تفتيتاً دقيقاً ، فصارت غباراً متطايراً{[217]} .
- ثم إذا الجبال الصلبة الراسية تتحول - تحت وقع الواقعة - إلى فتات يتطاير كالهباء . . ( وبست الجبال بسا . فكانت هباء منبثا ) . . فما أهول هذا الهول الذي يرج الأرض رجا ، ويبس الجبال بسا ، ويتركها هباء منبثا . وما أجهل الذين يتعرضون له وهم مكذبون بالآخرة ، مشركون بالله ، وهذا أثره في الأرض والجبال !
وهكذا تبدأ السورة بما يزلزل الكيان البشري ، ويهول الحس الإنساني ، تجاه القضية التي ينكرها المنكرون ، ويكذب بها المشركون .
2- { فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا } .
أي : صارت غبارا منتشرا في الجوّ ، كالهباء الذي يطير من النار ، أو الذي ذرّته الريح وبثته .
وقد ورد في القرآن أن الجبال تُقتلع من أماكنها ، وتُسير كالعهن المنفوش ، أي الصوف الهش الخفيف الذي هو أقرب إلى الهباء المتناثر .
قال تعالى : { يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا } . ( المزمل : 14 ) .
وقال عز شأنه : وسيرت الجبال فكانت سرابا . ( النبأ : 20 ) .
وهذه الآية كأخواتها ، دالة على زوال الجبال من أماكنها يوم القيامة ، وذهابها وتسييرها ونسفها ، أي قلعها . أ . ه .
وكل هذه الآيات تصف أهوال القيامة ، وتطرق القلوب حتى تلين وتخشع ، وتسارع إلى العمل الصالح ، الذي يرفع أقدار المتقين ، وتتجنب العمل الطالح الذي يخفض أقدار العاصين لرب العالمين .