الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا} (6)

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إذا وقعت الواقعة } قال : يوم القيامة{ ليس لوقعتها كاذبة } قال : ليس لها مرد يرد { خافضة رافعة } قال : تخفض ناساً وترفع آخرين .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : { إذا وقعت الواقعة } قال : نزلت { ليس لوقعتها كاذبة } قال : مثنوية { خافضة رافعة } قال : خفضت قوماً في عذاب الله ورفعت قوماً في كرامة الله { إذا رجت الأرض رجّاً } قال : زلزلت زلزلة { وبست الجبال بسّاً } قال : حتت حتّاً { فكانت هباء منبثاً } كيابس الشجر تذروه الرياح يميناً وشمالاً .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { خافضة رافعة } قال : أسمعت القريب والبعيد .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عثمان بن سراقة عن خاله عمر بن الخطاب في قوله : { خافضة رافعة } قال : الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ، ورفعت أولياء الله إلى الجنة .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله : { خافضة رافعة } قال : تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا منخفضين .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله : { خافضة رافعة } قال : خفضت المتكبرين ، ورفعت المتواضعين .

وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في قوله : { خافضة رافعة } قال : من انخفض يومئذ لم يرتفع أبدا ، ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض أبدا .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { إذا رجت الأرض رجّاً } قال : زلزلت { وبست الجبال بسّاً } قال : فتت { فكانت هباء منبثاً } قال : كشعاع الشمس .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إذا رجت الأرض رجّاً } يقول : ترجف الأرض تزلزل { وبست الجبال بسّاً } يقول : فتت فتّاً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : { إذا رجت الأرض رجّاً } قال : زلزلت { وبست الجبال بسّاً } قال : فتتت .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فكانت هباء منبثاً } قال : الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئاً .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { فكانت هباء منبثاً } قال : الهباء يثور مع شعاع الشمس ، وانبثاثه تفرقه .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال : الهباء المنبث رهج الذوات ، والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوّة .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله : { هباء منبثاً } قال : الغبار الذي يخرج من الكوة مع شعاع الشمس .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : { هباء منبثاً } قال : الشعاع الذي يكون في الكوّة .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { هباء منبثاً } قال : هو الذي تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت .