فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا} (6)

{ فكانت هباء منبثا } أي غبارا متفرقا منتشرا بنفسه ، من غير حاجة إلى هواء يفرقه ، وقال مجاهد : الهباء الشعاع الذي يكون في الكوة كهيئة الغبار ، وقيل : هو الرهج الذي يسطع من حوافر الدواب ثم يذهب ، وقيل ما تطاير من النار إذا اضطرمت يطير منها على صورة الشرر ، فإذا وقع لم يكن شيئا ، قاله ابن عباس وعطية ، وقد تقدم بيانه في الفرقان عند تفسير قوله : { فجعلناه هباء منثورا } ، قرأ الجمهور منبثا بالمثلثة ، وقرئ بالمثناة الفوقية ، أي : منقطعا من قولهم : بته الله أي قطعه .

وقال ابن عباس : شعاع الشمس ، وعنه الهباء ما يثور مع شعاع الشمس وانبثاثه تفرقه ، وقال علي : الهباء المنبث رهج الدواب والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوة ،