اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا} (6)

قوله : { فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثّاً } .

قرأ النَّخعي{[54703]} ومسروق وأبو حيوة : «منبتًّا » بنقطتين من فوق ، أي : منقطعاً من البَتِّ .

ومعنى الآية لا ينبو عنه .

قال علي رضي الله عنه : الهباء المُنْبَثّ : الرَّهجُ الذي يسطع من حوافر الخيل ثم يذهب ، فجعل الله تعالى أعمالهم كذلك{[54704]} .

وقال مجاهد : «الهَبَاء » : الشعاع الذي يكون في الكُوة كهيئة الغُبَار ، وروي نحوه عن ابن عباس{[54705]} .

وعنه أيضاً : أنه ما تطاير من النَّار إذا اضطربت يطير منها شرر فإذا وقع لم يكن شيئاً{[54706]} .

وقال عطية : «المنبث » : المتفرق ، قال تعالى : { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ } [ البقرة : 164 ] أي : فرق ونشر .


[54703]:ينظر: المحرر 5/239، والدر المصون 6/253.
[54704]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/625) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/216) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وعبد بن حميد.
[54705]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/625) عن مجاهد وسعيد بن جبير وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/217) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وذكره أيضا عن ابن عباس وعزاه إلى ابن المنذر.
[54706]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/625) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/216) وزاد نسبته على ابن حاتم.