المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

81- أأنتم متهاونون بقدر هذا القرآن العظيم ؟ !

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

ومما يجب عليهم أن يقوموا به{[974]}  ويعلنوه ويدعوا إليه ويصدعوا به ، ولهذا قال : { أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ } أي : أفبهذا الكتاب العظيم والذكر الحكيم أنتم تدهنون أي : تختفون وتدلسون خوفا من الخلق وعارهم وألسنتهم ؟ هذا لا ينبغي ولا يليق ، إنما يليق أن يداهن بالحديث الذي لا يثق صاحبه منه .

وأما القرآن الكريم ، فهو الحق الذي لا يغالب به مغالب إلا غلب ، ولا يصول به صائل إلا كان العالي على غيره ، وهو الذي لا يداهن به ولا يختفى ، بل يصدع به ويعلن .


[974]:- كذا في ب، وفي أ: عليهم به أن يقوموا به.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

وقوله : { أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ } قال العَوْفِيّ ، عن ابن عباس : أي مكذبون غير مصدقين . وكذا قال الضحاك ، وأبو حَزْرَة ، والسُّدِّيّ .

وقال مجاهد : { مُدْهِنُونَ } أي : تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَبِهََذَا الْحَدِيثِ أَنتُمْ مّدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ * فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلََكِن لاّ تُبْصِرُونَ } .

يقول تعالى ذكره : أفبهذا القرآن الذي أنبأتكم خبره ، وقصصت عليكم أمره أيها الناس أنتم تلينون القول للمكذّبين به ، ممالأة منكم لهم على التكذيب به والكفر .

واختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم في ذلك نحو قولنا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : أفَبِهَذَا الحَدِيثِ أنْتُمْ مُدْهِنُونَ قال : تريدون أن تمالئوهم فيه ، وتركنوا إليهم .

وقال آخرون : بل معناه : أفبهذا الحديث أنتم مكذّبون . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : أفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أنْتُمْ مُدْهِنُونَ يقول : مكذّبون غير مصدّقين .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : أنْتُمْ مُدْهِنُونَ يقول : مكذّبون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

وقوله عز وجل : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } مخاطبة للكفار ، و { الحديث } المشار إليه هو القرآن المتضمن البعث ، وإن الله تعالى خالق الكل وإن ابن آدم مصرف بقدره وقضائه وغير ذلك و : { مدهنون } معناه : يلاين بعضكم بعضاً ويتبعه في الكفر ، مأخوذ من الدهن للينه وإملاسه . وقال أبو قيس بن الأسلت :

الحزم والقوة خير من ال *** إدهان والفهة والهاع{[10936]}

وقال ابن عباس : هو المهاودة فيما لا يحل . والمداراة هي المهاودة فيما يحل ، وقال ابن عباس : { مدهنون } مكذبون .


[10936]:الحزم: ضبط الرأي وإتقانه، والإدهان والمداهنة: المصانعة واللين، ويقومان على الغش والنفاق وإظهار خلاف ما في الضمير، والكذب فيه كل ذلك، وهذا هو موضع الاستشهاد هنا، والفهّة: العِي والعجز عن الإنابة، وقيل: معناها السقطة، قال أبو عبيدة ابن الجراح لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حين قال له يوم السقيفة: ابسط يدك أبايعك: فقال أبو عبيدة: ما رأيت منك فهة في الإسلام قبلها، أتبايعني وفيكم الصديق ثاني اثنين؟ والهاع: سوء الحرص مع الضعف، والبيت في اللسان-هيع-، وفي (جمهرة أشعار العرب)، والرواية فيهما: الكيس والقوة خير من الـ إشفاق والفهة والهاع وعلى هذا فلا شاهد فيه. والبيت في الأصمعية(75)، والرواية فيهما:(خير من الإدهان والفكة)-بالكاف- ومعناها: الضعف، وهو أيضا في (البيان والتبيين) وفي (الحيوان)، وفي (السمط).