محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

{ أفبهذا الحديث } يعني القرآن الذي قص عليكم فخامة شأنه وعظمة مقداره { أنتم مدهنون } قال ابن جرير{[6940]} أي تلينون القول للمكذبين ممالأة منكم لهم على التكذيب به والكفر وأصل ( الإدهان ) كما قال الشهاب- جعل الأديم ونحوه مدهونا بشيء من الدهن ، ولما كان ذلك ملينا له محسوسا أريد به اللين المعنوي ، على أنه تجوز به عن مطلق اللين أو استعير له ، ولذا سميت المدارة والملاينة مداهنة ، وهذا مجاز معروف ولشهرته صار حقيقة عرفية ، فلذا تجوز به هنا عن التهاون أيضا لأن التهاون بالأمر لا يتصلب فيه


[6940]:انظر الصفحة رقم 207 من الجزء السابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).