قوله : { أفبهذا الحديث } متعلق بالخبر ، وجاز تقديمه على المبتدأ ؛ لأن عامله يجوز فيه ذلك ، والأصل : أفأنتم مدهنون بهذا الحديث ، وهو القرآن .
ومعنى «مُدْهِنُون » أي : متهاونون كمن يدهن في الأمر ، أي : يلين جانبه ، ولا يتصلب فيه تهاوناً به ، يقال : أدهن فلان ، أي : لاين وهاود فيما لا يجمل عنه المدهن{[55109]} .
قال أبو قيس بن الأسلت : [ السريع ]
الحَزْمُ والقُوَّةُ خَيْرٌ من الْ *** إدْهَانِ والفَهَّةِ والهَاعِ{[55110]}
وقال الراغب{[55111]} : والإدهان في الأصل مثل التدهين ، لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجدّ ، كما جعل التَّقريد وهو نزع القراد عبارة عن ذلك .
قال القرطبي{[55112]} : «وأدهن وداهن واحد ، وقال قوم : داهنت بمعنى واريت ، وأدهنت بمعنى غششت » .
قال ابن عبَّاس : «مُدْهِنُون » أي : مكذبون . وهو قول عطاء وغيره{[55113]} .
والمدهن : الذي ظاهره خلاف باطنه ، كأنه شبّه بالدهن في سهولة ظاهره .
وقال مقاتل بن سليمان وقتادة : «مدهنون » كافرون ، نظيره : { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }{[55114]} [ القلم : 9 ] .
وقال المؤرِّج : المدهن : المنافق الذي يلين جانبه ليُخفي كفره .
والإدْهَان والمُداهنَة : التكذيب والكفر والنِّفاق .
وقال الضحاك : «مُدْهنون » معرضون{[55115]} .
وقال مجاهد : مُمَالِئُون الكُفَّار على الكفر به{[55116]} .
وقال ابن كيسان : المدهن : الذي لا يعقل ما حق الله عليه ، ويدفعه بالعللِ .
وقال بعض اللغويين : «مُدْهنون » : تاركُون للجزمِ في قبول القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.