الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ} (81)

قوله : { أَفَبِهَذَا } : متعلِّقٌ بالخبر ، وجازَ تقديمُه على المبتدأ ؛ لأنَّ عامله يجوزُ فيه ذلك . والأصل : أفأنتم مُدْهِنون بهذا الحديث وهو القرآنُ . ومعنى " مُدْهِنون " : مُتهاوِنون كمن يُدْهِنُ في الأمر أي : يُلَيِّنُ جانبَه ولا يتصلَّب فيه تهاوُناً به يقال : أَدْهَن فلانٌ أي : لايَنَ وهاوَدَ فيما لا يُحْمَلُ عند المُدْهَنِ . قال الشاعر :

الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من الْ   ***  إدْهانِ والفَهَّةِ والهاعِ

وقال الراغب : " والإِدهانُ في الأصل مثلُ التدهين لكن جُعِل عبارةً عن المُداراة والمُلاينة وتَرْكِ الجدِّ ، كما جُعِل التقريدُ وهو نَزْعُ القُراد ، عبارةً عن ذلك " .