{ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ؟ } الإشارة إلى القرآن المنعوت بالنعوت السابقة ، والمدهن والمداهن المنافق ، كذا قال الزجاج وغيره وقال عطاء وغيره : هو الكذاب ، وقال مقاتل بن سليمان وقتادة : مدهنون كافرون كما في قوله { ودوا لو تدهنوا فيدهنون } وقال ابن عباس : مدهنون مكذبون ، وقال الضحاك : مدهنون معرضون وقال مجاهد : ممالئون الكفار على الكفر وقال ابن كيسان : المدهن الذي لا يعقل حق الله عليه ، ويدفعه بالعلل والأول أولى ، لأن أصل المدهن الذي ظاهره خلاف باطنه ، كأنه يشبه الدهن في سهولته ، قال المؤرج : المدهن المنافق الذي يلين جانبه ليخفي كفره ، والإدهان والمداهنة التكذيب والكفر والنفاق ، وأصله اللين ، وأن يسر خلاف ما يظهر وقال في الكشاف : مدهنون متهاونون به كمن يدهن في الأمر أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه ، تهاونا به انتهى .
قال الراغب : والإدهان في الأصل مثل التدهين ، لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجد كما جعل التقريد ، وهو نزع القراد عبارة عن ذلك ، قلت : سميت المداراة والملاينة مداهنة ، وهذا استعارة ومجاز معروف ولشهرته صار حقيقة عرفية لذا جوز به هنا من التهاون أيضا لأن المتهاون بالأمر لا يتصلب فيه ، وقال بعض اللغوين تاركون للحزم في قبول القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.