المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

50 - كأنهم حمر شديدة النفار فرَّت من مطارديها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

{ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } أي : من صائد ورام يريدها ، أو من أسد ونحوه ، وهذا من أعظم ما يكون من النفور عن الحق ، ومع هذا الإعراض وهذا النفور ، يدعون الدعاوى الكبار .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } أي : كأنهم في نفارهم عن الحق ، وإعراضهم عنه حُمُر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد ، قاله أبو هريرة ، وابن عباس - في رواية - عنه وزيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن . أو : رام ، وهو رواية{[29529]} عن ابن عباس ، وهو قول الجمهور .

وقال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران{[29530]} عن ابن عباس : الأسد ، بالعربية ، ويقال له بالحبشية : قسورة ، وبالفارسية : شير{[29531]} وبالنبطية : أويا .


[29529]:- (3) في م: "وهما روايتان".
[29530]:- (1) في أ: "يوسف بن ماهك".
[29531]:- (2) في أ: "بتار".

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

وقوله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ اختلف أهل التأويل في معنى القسورة ، فقال بعضهم : هم الرماة . ذكر من قال ذلك :

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : الرماة .

حدثني ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن أبي موسى فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : الرماة .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هي الرماة .

قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : قَسْوَرَةٍ قال : عصَبة قناص من الرماة . زاد الحارث في حديثه . قال : وقال بعضهم في القسورة : هو الأسد ، وبعضهم : الرماة .

حدثنا هناد بن السريّ ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سِماك ، عن عكرِمة ، في قوله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : القسورة : الرماة ، فقال رجل لعكرِمة : هو الأسد بلسان الحبشة ، فقال عكرِمة : اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة .

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : الرماة .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن عبد الله السلولي ، عن ابن عباس ، قال : هي الرماة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ وهم الرماة القناص .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : قسورة النبّل .

وقال آخرون : هم القُنّاص . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ يعني : رجال القَنْص .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبير في هذه الاَية فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هم القناص .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبير قال : هم القناص .

وقال آخرون : هم جماعة الرجال . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي حمزة ، قال : سألت ابن عباس عن القسورة ، فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب : الأسد هي عصب الرجال .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هي عِصب الرجال .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي يحدّث ، قال : حدثنا داود ، قال : ثني عباد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ، قال : سئل ابن عباس عن القسورة ، قال : جمع الرجال ، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية :

يا بِنْتَ لُؤَيّ خَيْرَةً لخَيْرَه *** أحْوَالُها في الحَيّ مِثلُ القَسْوَرَهْ

وقال آخرون : هي أصوات الرجال . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : ركز الناس أصواتهم .

قال أبو كريب ، قال سفيان : هَلْ تُحِسّ مِنْهُمْ مِنْ أحَدٍ أوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزا .

وقال آخرون : بل هو الأسد . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هو الأسد .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن سيلان ، أن أبا هريرة كان يقول في قول الله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هو الأسد .

حدثني محمد بن معمر ، قال : حدثنا هشام ، عن زيد بن أسلم ، في قول الله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : الأسد .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني داود بن قيس عن زيد بن أسلم ، في قول الله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هو الأسد .

حدثني محمد بن خالد بن خداش ، قال ثني سلم بن قتيبة ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : هو بالعربية : الأسد ، وبالفارسية : شار ، وبالنبطية : أريا ، وبالحبشية : قسورة .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ يقول : الأسد .

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة قال : الأسد .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال : القسورة : الأسد .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

فرت من قسورة أي أسد فعولة من القسر وهو القهر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

و { قسورة } قيل هو اسم جمع قسْوَر وهو الرامي ، أو هو جمع على خلاف القياس إذ ليس قياس فَعْلَل أن يجمع على فَعْلَلة . وهذا تأويل جمهور المفسرين عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهما فيكون التشبيه جارياً على مراعاة الحالة المشهورة في كلام العرب .

وقيل : القسورة مُفرد ، وهو الأسد ، وهذا مروي عن أبي هريرة وزيد بن أسلم وقال ابن عباس : إنه الأسد بالحبشية ، فيكون اختلاف قول ابن عباس اختلافاً لفظياً ، وعنه : أنه أنكر أن يكون قَسْور اسمَ الأسد ، فلعله أراد أنه ليس في أصل العربية . وقد عدّه ابن السبكي في الألفاظ الواردة في القرآن بغير لغة العرب في أبيات ذكر فيها ذلك ، قال ابن سيده : القسور الأسد والقسورة كذلك ، أنثوه كما قالوا : أُسامة ، وعلى هذا فهو تشبيه مبتكر لحالة إِعراض مخلوط برُعْب مما تضمنته قوارع القرآن فاجتمع في هذه الجملة تمثيلان .

وإيثار لفظ { قسورة } هنا لصلاحيته للتشبيهين مع الرعاية على الفاصلة .