فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

{ فرت من قسورة } حال بتقدير قد أي قد فرت من رماة يرمونها ، والقسور الرامي وجمعه قسورة قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن كيسان ، وقيل هو الأسد قاله عطاء والكلبي ، قال ابن عرفة هو من القسر وهو القهر لأنه يقهر السباع ، وقيل القسورة أصوات الناس وقيل القسورة بلسان العرب الأسد ، وبلسان الحبشة جماعة الرماة ولا واحد له من لفظه ، وقال ابن الأعرابي : القسورة أول الليل أي فرت من ظلمة الليل ، وبه قال عكرمة ، والأول أولى ، وكل شديد عند العرب فهو قسورة ، قال أبو موسى الأشعري : القسورة الرماة رجال القسى ، وقال ابن عباس : القسورة الرجال الرماة القنص ، وقيل هي حبال الصيادين .

وعن أبي حمزة قال قلت لابن عباس القسورة الأسد ، فقال ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد ، هم عصبة الرجال ، وعن ابن عباس قال هو ركز الناس يعني أصواتهم شبههم في إعراضهم عن القرآن واستماع الذكر بحمر جدت في نفارها .