فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

{ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي من رماة يرمونها ، والقسور الرامي ، وجمعه قسورة قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن كيسان . وقيل : هو الأسد ، قاله عطاء والكلبي . قال ابن عرفة : من القسر بمعنى القهر ، لأنه يقهر السباع . وقيل : القسورة أصوات الناس ، وقيل : القسورة بلسان العرب الأسد ، وبلسان الحبشة الرماة . وقال ابن الأعرابي : القسورة أوّل الليل : أي فرت من ظلمة الليل ، وبه قال عكرمة ، والأوّل أولى ، وكلّ شديد عند العرب فهو : قسورة ، ومنه قول الشاعر :

يا بنت كوني خيرة لخيره *** أخوالها الحيّ وأهل القسورة

ومنه قول لبيد :

إذا ما هتفنا هتفة في ندينا *** أتانا الرجال العابدون القساور

ومن إطلاقه على الأسد قول الشاعر :

مضمر تحذره الأبطال *** كأنه القسوّر الرهال

/خ56