البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} (51)

القسورة : الرماة والصيادون ، قاله ابن كيسان ؛ أو الأسد ، قاله جماعة من اللغويين ، قال :

مضمر تحدره الأبطال *** كأنه القسورة الريبال

أو الرجال الشداد ، قال لبيد :

إذا ما هتفنا هتفة في ندينا *** أتانا الرجال الصائدون القساور

أو ظلمة أول الليل لا ظلمة آخره ، قاله ابن الأعرابي وثعلب .

قال ابن عباس وأبو موسى الأشعري وقتادة وعكرمة : القسورة : الرماة .

وقال ابن عباس أيضاً وأبو هريرة وجمهور من اللغويين : الأسد .

وقال ابن جبير : رجال القنص ، وهو قريب من القول الأول ، وقاله ابن عباس أيضاً .

وقال ابن الأعرابي : القسورة أول الليل ، والمعنى : فرّت من ظلمة الليل ، ولا شيء أشدّ نفاراً من حمر الوحش ، ولذلك شبهت بها العرب الإبل في سرعة سيرها وخفتها .