والقَسْورة : قيل : الصَّائد ، أي : نفرت وهربت من قسورة ، أي : من الصائد .
وقيل : هو اسم جمع لا واحد له .
وقال بعض أهل اللغة : إن «القَسْوَرة » : الرامي ، وجمعه : القساورة .
ولذا قال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وابن كيسان : «القسورة » وهم الرماة والصيَّادون{[58596]} ، ورواه عطاء عن ابن عباس وأبو ظبيان عن أبي موسى الأشعري ، وأنشدوا للبيد بن ربيعة : [ الطويل ]
4975 - إذَا مَا هَتفْنَا هَتْفةً في نَديِّنَا***أتَانَا الرِّجالُ العَائِدُون القَساوِرُ{[58597]}
وقيل : «القسورة » : الأسد . قاله أبو هريرة ، وابن عباس أيضاً رضي الله عنه .
قال ابن عرفة : من القسْرِ بمعنى القهْرِ ، أي : أنه يقهرُ السِّباع والحمر الوحشيَّة تهرب من السباع ؛ ومنه قول الشاعر : [ الرجز ]
4876 - مُضمرٌ يَحْذَرُهُ الأبطَالُ*** كَأَنَّهُ القَسْوَرَةُ الرِّئبَالُ{[58598]}
أي : الأسد ، إلا أن ابن عباس أنكره ، وقال لا أعرف القسورة أسد في لغة أحد من العرب ، وإنما القسورة : عصبُ الرجال ؛ وأنشد : [ الرجز ]
4977 - يَا بِنْتُ كُونِي خَيرةً لِخيِّرهْ***أخْوالُهَا الجِنُّ وأهْلُ القَسْوره{[58599]}
وقيل : القَسْورةُ : ظُلمَة الليل ، قال ابن الأعرابي : وهو قول عكرمة .
وعن ابن عباس : ركز الناس ؛ أي حسُّهم وأصواتهم{[58600]} .
وعنه أيضاً : { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي : من حبال الصيادين{[58601]} ، وعنه أيضاً : القسورة بلسان «الحَبَشَةَ » الأسد{[58602]} ، وخالفه عكرمة فقال : الأسد بلسان «الحبشة » : عَنْبَسة ، وبلسان «الحبشة » : الرُّماة ، وبلسان «فارس » : شير ، وبلسان «النَّبْط » : أريا{[58603]} .
وقيل : هو أوَّل سواد الليل ، ولا يقال لآخر سواد الليل : قسورة .
فصل في المراد بالحمر المستنفرة
قال ابن عباس : كأن هؤلاء الكفار في فرارهم من محمد صلى الله عليه وسلم حمر مستنفرة ، قال ابن عباس : أراد الحمر الوحشية{[58604]} .
قال الزمخشري : وفي تشبيههم بالحمر شهادة عليهم بالبله ، ولا يرى مثلُ نفار حمر الوحش ، واطرادها في العدوِ إذا خافت من شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.