المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

24- يقول نادماً : يا ليتني قدَّمت في الدنيا أعمالاً صالحةً تنفعني لحياتي الآخرة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله : { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } الدائمة الباقية ، عملًا صالحًا ، كما قال تعالى : { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا } .

وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها{[1426]} ، وفي تتميم لذاتها ، هي الحياة في دار القرار ، فإنها دار الخلد والبقاء .


[1426]:- في ب: السعي في كمالها وتحصيلها وكمالها.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

{ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } يعني : يندم على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصيا - ويود لو كان ازداد من الطاعات - إن كان طائعا - كما قال الإمام أحمد بن حنبل :

حدثنا علي بن إسحاق ، حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - حدثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن محمد بن أبي عَمِيرة - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن عبدًا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هَرمًا في طاعة الله ، لَحَقِرَه يوم القيامة ، ولودَّ أنه يُرَدَّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب .

ورواه بَحِيرُ بنُ سَعد ، عن خالد بن معدان ، عن عتبة بن عبد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم{[30064]} .


[30064]:- (1) المسند (4/185).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

القول في تأويل قوله تعالى : { يَقُولُ يَلَيْتَنِي قَدّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لاّ يُعَذّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَأَيّتُهَا النّفْسُ الْمُطْمَئِنّةُ * ارْجِعِي إِلَىَ رَبّكِ رَاضِيَةً مّرْضِيّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنّتِي } .

وقوله : يا لَيْتَنِي قَدّمْتُ لِحيَاتِي يقول تعالى ذكره مخبرا عن تلهّف ابن آدم يوم القيامة ، وتندّمه على تفريطه في الصّالِحات من الأعمال في الدنيا التي تورثه بقاء الأبد ، في نعيم لا انقطاع له : يا ليتني قدمت لحياتي في الدنيا من صالح الأعمال لحياتي هذه ، التي لا موت بعدها ، ما ينجيني من غضب الله ، ويوجب لي رضوانه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا هَوذة ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : يَوْمَئِذٍ يَتَذَكّرُ الإنْسانُ وأنّى لَهُ الذّكْرَى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدّمْتُ لِحَياتِي قال : علم الله أنه صادق ، هناك حياة طويلة لا موت فيها آخر ما عليه .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يا لَيْتَنِي قَدّمْتُ لِحَياتِي : هُناكُم والله الحياة الطويلة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : يا لَيْتَنِي قَدّمْتُ لِحَياتِي قال : الاَخرة .