اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

قوله : { يَقُولُ يا ليتني قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } ، أي : في حياتي ، فاللام بمعنى «في » .

وقيل : أي : قدمت عملاً صالحاً أي لحياة لا موت فيها .

وقيل : حياة أهل النار ليست هنيئة ، فكأنهم لا حياة لهم ، فالمعنى : يا ليتني قدمت من الخير لنجاتي من النار ، فأكون ممن له حياة هنيئة .

فصل في شبهة للمعتزلة والرد عليها

استدلت المعتزلة بهذه الآية على أن الاختيار كان في أيديهم وقصدهم ، وأنَّهم ما كانوا محجوزين عن الطَّاعات ، مجبرين على المعاصي .

والجواب : أن فعلهم كان معلقاً بقصد الله - تعالى - فبطل قولهم .