تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

الآية 24 : [ قوله تعالى ]{[23614]} : { يقول يا ليتني قدمت لحياتي } أي يا ليتني قدمت لنفسي حياة ، تسلم لي ، أو حياة تبقى لي لذتها . فهذا هو تلهفه وتذكره في ذلك اليوم ؛ يتلهف على ما فاته من الخيرات ، ويندم على ارتكابه المعاصي وكفرانه نعم الله تعالى .

ومعنى قوله{[23615]} : { لحياتي } حياة تسلم لي ، فأتلذذ بها ، هو أن الكافر ، وإن كانت له حياة في الظاهر فإنما حياته للتعذيب ، فتلك له في الحقيقة ليست بحياة ، بل هي هلاك .

ألا ترى أن الإنسان إذا أخذ في النزع ، فهو في ذلك الوقت حي بعد ؟ لكن حياته للهلاك ، فليست هي في الحقيقة حياة ، لكنها [ للهلاك ]{[23616]} فعلى ذلك حياة المخلد في النار .


[23614]:ساقطة من الأصل وم.
[23615]:في الأصل وم: قولنا.
[23616]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.