غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

1

{ يا ليتني قدمت } خيراً أو عملاً صالحاً { لحياتي } هذه وهي الحياة الأخيرة ، أو اللام بمعنى الوقت أي وقت حياتي في الدنيا . وقد يرجع هذا الوجه لأن أهل النار لا حياة لهم في الحقيقة كما قال { لا يموت فيها ولا يحيا } [ الأعلى :13 ] ويمكن أن يجاب بأن الحياة المضاهية للموت أو التي هي أشدّ من الموت حياة أيضاً ، وبأن حياة الآخرة يراد بها البقاء المستمر الدائم وهذا المعنى شامل لأهل النار ولأهل الجنة جميعاً . قالت المعتزلة : في هذا التمني دليل واضح على أن الاختيار كان زمامه بيده ، ويحتمل أن يجاب بأن استحالة متمناه قد تكون من جهة أن الأمر في الدنيا لم يكن إليه فيتحسر على ذلك . وقال في التفسير الكبير : فيه دليل على أن قبول التوبة لا يجب عقلاً . ويرد عليه أنه لا يلزم من عدم قبولها في الآخرة عدم قبولها في دار التكليف كإيمان اليأس .

/خ30