الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

ثم قال تعالى : ( يقول يا ليتني قدمت لحياتي )

أي : يتلهف {[75689]} ويتندم {[75690]} فيقول : يا ليتني قدمت في الدنيا عملا صالحا لحياتي هذه التي لا موت بعدها فينجيني {[75691]} ذلك العمل من عذاب الله تعالى وسخطه ويقربني من رضوانه وجنته {[75692]} .

فالمعنى : قدمت لآخرتي ( التي ) {[75693]}هي الحياة الدائمة ، دليله {[75694]} قوله : ( وإن الدار الاخرة لهي الحيوان ) {[75695]} أي : لهي الحياة .

وقيل المعنى قدمت لأحيا {[75696]} ، لأن أهل النار ليسوا بأحياء ولا أموات ، بدلالة قوله : ( لا يموت فيها ولا يحيى ) {[75697]} .

قال قتادة : " هناكم والله {[75698]} الحياة الطويلة " {[75699]} .

وقال {[75700]} مجاهد : " لحياتي " : " للآخرة " {[75701]} .

وقيل الكلام بمعنى {[75702]} في والتقدير : يا ليتني قدمت ( في حياتي ، أي : قدمت العمل الصالح ) {[75703]} في حياتي {[75704]} في الدنيا مثل : ( فطلقوهن {[75705]} لعدتهن ) {[75706]} أي : في عدتهن .


[75689]:ث: يتكهف.
[75690]:ث: ويتقدم.
[75691]:ث: فينجني.
[75692]:أ: من رضوانه جلت عظمته عن وجهه وجنته.
[75693]:ساقط من أ.
[75694]:أ: ودليله.
[75695]:العنكبوت: 64.
[75696]:ث: لا حياء.
[75697]:طه: 73. وهذا القول حكاه ابن عطية في المحرر 6/300.
[75698]:ث: هناكم الله، أ: همالكم والله.
[75699]:جامع البيان 30/189.
[75700]:أ: قال.
[75701]:انظر: المصدر السابق.
[75702]:أ: معناه بمعنى.
[75703]:ساقط من أ.
[75704]:أ: لحياتي.
[75705]:أ: فطلقهن.
[75706]:الطلاق: 1.