نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي} (24)

ولما كان الندم يقتضي أن يعمل الإنسان ما ينافيه ، بين أنه ليس هناك عمل إلا إظهار الندم فاستأنف قوله : { يقول } أي متمنياً المحال على سبيل التجديد والاستمرار : { يا ليتني } وهل ينفع شيئاً " ليت " { قدمت } أي أوقعت التقديم لما ينفعني من الجد والعمل به { لحياتي * } أي أيام حياتي في الدنيا أو لأجل حياتي هذه الباقية التي لا موت بعدها ، ويمكن أن يكون سبب تمنيه هذا علمه بأنه كان في الدنيا مختاراً ، وأن الطاعات في نفسها كانت ممكنة لا مانع له منها في الظاهر إلا صرف نفسه عنها وعدم تعليق ما أتاه الله من القوى بها .