تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

لأجل مجيء الأعمى له ، ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه ، فقال : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

1

( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى ) . . بصيغة الحكاية عن أحد آخر غائب غير المخاطب ! وفي هذا الأسلوب إيحاء بأن الأمر موضوع الحديث من الكراهة عند الله بحيث لا يحب - سبحانه - أن يواجه به نبيه وحبيبه . عطفا عليه ، ورحمة به ، وإكراما له عن المواجهة بهذا الأمر الكريه !

/خ16

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

ذكر غيرُ واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما يخاطبُ بعض عظماء قريش ، وقد طَمع في إسلامه ، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابنُ أم مكتوم - وكان ممن أسلم قديما - فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه ، وودَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل ؛ طمعا ورغبة في هدايته . وعَبَس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه ، وأقبل على الآخر ، فأنزل الله عز وجل : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ؟ أي : يحصل له زكاة وطهارة في نفسه .

/خ10

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

و { أن } : مفعول من أجله ، وقرأ الحسن { أن جاءه } بمدة تقرير وتوقيف والوقف مع هذه القراءة على { تولى } وهي قراءة عيسى{[11617]} . وذكر الله تعالى ابن مكتوم بصفة العمى ليظهر المعنى الذي شأن البشر احتقاره ، وبين أمره بذكر ضده من غنى ذلك الكافر ، وفي ذلك دليل على أن ذكر هذه العاهات متى كانت المنفعة أو لأن شهرتها تعرف السامع صاحبها دون لبس جائز ، ومنه قول المحدثين سلمان الأعمش وعبد الرحمن الأعرج وسالم الأفطس ونحو هذا .

ومتى ذكرت هذه الأشياء على جهة التنقيص فتلك الغيبة ، وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة تذكر امرأة ، فقالت : إنها القصيرة ، فقال لها : لقد قلت كلمة لو مزجت بالبحر لمزجته{[11618]} .


[11617]:الذي في البحر المحيط أن الحسن، وأبا عمران الجوني، وعيسى قرءوا بهمزة ومدة بعدها. وفي المحتسب (آن جاءه (بالمد).
[11618]:أخرجه أبو داود في الأدب، والترمذي في القيامة، وأحمد في مسنده (6/189)، ولفظه كما في مسند أحمد: عن أبي حذيفة، وكان من أصحاب عبد الله، وكان طلحة يحدث عنه، عن عائشة قالت: (حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقال: ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة –وقال بيده كأنه يعني قصيرة- فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت)، قال عبد الله- ابن الإمام احمد-: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده.