التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

قوله : { أن جاءه الأعمى } أن جاء ، في موضع نصب على أنه مفعول له . وتقديره : لأن جاءه{[4759]} . فقد جاءه الأعمى ابن أم مكتوم مسترشدا والنبي صلى الله عليه وسلم منشغل بنفر من صناديد قريش ، وهو يدعوهم إلى الإسلام مؤملا أن يسلم بإسلامهم غيرهم . لكن النبي صلى الله عليه وسلم عبس في وجهه وأعرض عنه . فالآية بذلك عتاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في إعراضه وتولّيه عن عبد الله بن أم مكتوم . أما ما فعله ابن أم مكتوم فإنه غير مؤاخذ به ، لأنه لم يبصر انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث إلى المشركين . ولو كان ابن أم مكتوم عالما بانشغال النبي بالمشركين لكان ما فعله من سوء الأدب ، فإنه ما ينبغي لامرئ أن يخاطب غيره وهو مشغول بأمر أو مسألة أو خطاب .


[4759]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 494.