الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ} (2)

قوله تعالى : { عَبَسَ وتولى * أَن جَاءَهُ الأعمى } سَبَبُها : «أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعُو بعضَ صَنَادِيدِ قريشٍ ويقرأ عليه القرآن ويقول له : هل ترى بما أقولُ بأساً ، فكان ذلك الرجلُ يقول : لا والدمى يعني الأصْنَام ؛ إذ جَاء ابنُ أم مكتُومٍ ؛ فَقَالَ : يا رسول اللَّه ! اسْتَدْنِنِي وَعَلِّمْنِي مما علَّمَك اللَّهُ ؛ فكان في ذلك كلِّه قطعٌ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الرَّجُلِ ، فلَما شَغَبَ عليه ابنُ أُم مكتوم عَبَسَ صلى الله عليه وسلم وأعْرَضَ عنه » ؛ فنزلتِ الآيةُ ، قال سفيانُ الثوريّ : فكَانَ بعدَ ذلك إذَا رأَى ابنَ أم مكتومٍ قال : مَرْحَباً بمن عَاتَبَنِي فيه ربِّي عز وجل وبَسَطَ له رداءَه واسْتَخْلَفَه على المدينةِ مرتين ، ( ت ) : والكافرُ المشارُ إليه في الآيةِ هو : الوليدُ بن المغيرة ؛ قاله ابنُ إسْحَاق ، انتهى .