المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

23- حقاً لمَّا يقض الإنسان - مع امتداد حياته في الدنيا - ما أمره الله به من الإيمان والطاعة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

وهو -مع هذا- لا يقوم بما أمره الله ، ولم يقض ما فرضه عليه ، بل لا يزال مقصرا تحت الطلب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

( كلا ! لما يقض ما أمره ) . .

الإنسان عامة ، بأفراده جملة ، وبأجياله كافة . . لما يقض ما أمره . . إلى آخر لحظة في حياته . وهو الإيحاء الذي يلقيه التعبير بلما . كلا إنه لمقصر ، لم يؤد واجبه . لم يذكر أصله ونشأته حق الذكرى . . ولم يشكر خالقه وهاديه وكافله حق الشكر . ولم يقض هذه الرحلة على الأرض في الاستعداد ليوم الحساب والجزاء . . هو هكذا في مجموعه . فوق أن الكثرة تعرض وتتولى ، وتستغني وتتكبر على الهدى !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

وقوله : ( كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ) قال ابن جرير : يقول : كلا ليس الأمر كما يقول هذا الإنسان الكافر ؛ من أنه قد أدى حق الله عليه في نفسه وماله ، ( لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ) يقول : لم يُؤد ما فُرض عليه من الفرائض لربه عز وجل .

ثم روى - هو وابن أبي حاتم - من طريق ابن أبي نَجِيح ، عن مجاهد قوله : ( كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ) قال : لا يقضي أحد أبدا كل ما افتُرض عليه . وحكاه البغوي ، عن الحسن البصري ، بنحو من هذا . ولم أجد للمتقدمين فيه كَلامًا سوى هذا . والذي يقع لي في معنى ذلك - والله أعلم - أن المعنى : ( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ) أي : بعثه ، ( كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ) [ أي ]{[29709]} لا يفعله الآن حتى تنقضي المدة ، ويفرغ القدر من بني آدم ممن كتب تعالى{[29710]} له أن سيُوجَدُ منهم ، ويخرج إلى الدنيا ، وقد أمر به تعالى كونا وقدرا ، فإذا تناهى ذلك عند الله أنشر الله الخلائق وأعادهم كما بدأهم .

وقد روى ابنُ أبي حاتم ، عن وهب بن مُنَبّه قال : قال عُزَير ، عليه السلام : قال الملك الذي جاءني : فإن القبور هي بطنُ الأرض ، وإن الأرض هي أم الخلق ، فإذا خلق الله ما أراد أن يخلق وتمت هذه القبورُ التي مَدّ الله لها ، انقطعت الدنيا ومات من عليها ، ولفظت الأرض ما في جوفها ، وأخرجت القبورُ ما فيها ، وهذا شبيه بما قلنا من معنى الآية ، والله - سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .


[29709]:- (4) زيادة من م، أ.
[29710]:- (5) في م: "ممن كتب الله".