فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

{ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } كلا ردع وزجر للإنسان الكافر : أي ليس الأمر كما يقول . ومعنى : «لما يقض ما أمره » ، لم يقض ما أمره الله به من العمل بطاعته واجتناب معاصيه ، وقيل : المراد الإنسان على العموم ، وأنه لم يفعل ما أمره الله به مع طول المدّة لأنه لا يخلو من تقصير . قال الحسن : أي حقاً لم يعمل ما أمر به . وقال ابن فورك : أي كلا لما يقض لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان ، بل أمره بما لم يقض له . قال ابن الأنباري : الوقف على «كلا » قبيح ، والوقف على { أمره } جيد ، و «كلا » على هذا بمعنى حقاً . وقيل المعنى : لما يقض جميع أفراد الإنسان ما أمره ، بل أخلّ به : بعضها بالكفر ، وبعضها بالعصيان ، وما قضى ما أمره الله إلاّ القليل .

/خ42