التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ} (23)

( 2 ) كلا لما يقض ما أمره : قال جمهور المفسرين : إنها جاءت منددة بالإنسان على جحوده ؛ لأنه لم يقم بواجبه نحو الله{[2389]} وقال بعضهم : إنها من المحتمل أن تكون توضيحا للآيات التي قبلها أي إن الله لا ينشر من في القبور إلا في الوقت الذي قضى به{[2390]} ، والتأويل الأول هو الأوجه .

{ قتل الإنسان ما أكفره( 17 ) من أي شيء خلقه( 18 ) من نطفة خلقه فقدره1 ( 19 ) ثم السبيل يسره( 20 ) ثم أماته فأقبره( 21 ) ثم إذا شاء أنشره( 22 ) كلا لما يقض ما أمره2( 23 ) } [ 17-23 ] .

في الآيات استطراد تنديدي بالإنسان الذي يجحد الله ويتمرد على أوامره ولا يقوم بواجبه نحوه على ضآلة شأنه في كون الله وشمول تصرف الله فيه إنشاء وإحياء وإماتة ونشرا بعد الموت حين تشاء حكمته .

ومع احتمال أن يكون التنديد بالكفار على مواقف المكابرة والعناد التي وقفوها ، فإن أسلوب الآيات المطلق يجعلها في نفس الوقت تنديدا عاما ذا تلقين مستمر المدى بكل إنسان يجحد الله ويتمرد عليه كما هو المتبادر .


[2389]:- انظر تفسيرها في الطبري والبغوي والنيسابوري والطبرسي وابن كثير.
[2390]:- انظر تفسيرها في تفسير ابن كثير أيضا.