وقوله : أخْرَجَ مِنْها ماءَها يقول : فجّر فيها الأنهار . وَمَرْعاها يقول : أنبت نباتَها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وَمَرْعاها ما خلق الله فيها من النبات ، وماءَها : ما فجّر فيها من الأنهار .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"أخْرَجَ مِنْها ماءَها "يقول: فجّر فيها الأنهار. "وَمَرْعاها" يقول: أنبت نباتَها.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
ذكر ما أنشأه لنا لنحمده، وما أخرج منها للأنعام لتذكير النعم أيضا، ونشكره، ونحمده عليه؛ إذ الدواب خلقت لنا، فما رجع إلى منافعها فهي راجعة إلينا؛ إذ بها ما يصل إلى الانتفاع بالدواب...
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
قال القتببي: أنظر كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنعام من العشب والشجر والحبّ والتمر والعصف والحطب واللباس والنار والملح، لأنّ النار من العيدان والملح من الماء...
أراد بمرعاها ما يأكل الناس والأنعام...ثم الذي يدل على أنه تعالى أراد بالمرعى كل ما يأكله الناس والأنعام قوله في آخر هذه الآية: {متاعا لكم ولأنعامكم}...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والمرعى: مَفْعَل من رَعَى يرعَى، وهو هنا مصدر ميمي أطلق على المفعول كالخلق بمعنى المخلوق، أي أخرج منها ما يُرْعَى. والرعي: حقيقته تناول الماشية الكلأ والحشيش والقصيل. فالاقتصار على المرعى اكتفاء عن ذكر ما تخرجه الأرض من الثمار والحبوب لأن ذكر المرعى يدل على لطف الله بالعجماوات فيعرف منه أن اللطف بالإِنسان أحرى بدلالة فحوى الخطاب، والقرينةُ على الاكتفاء قوله بعده {متاعاً لكم ولأنعامكم} [النازعات: 33]...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ويظهر من التعبير القرآني، أنّ الماء قد نفذ إلى داخل الأرض بادئ ذي بدء، ثمّ خرج على شكل عيون وأنهار، حتى تشكلت منهما البحيرات والبحار والمحيطات. «المرعى»: اسم مكان من (الرعي)، وهو حفظ ومراقبة أمور الحيوان من حيث التغذية وما شابهها. ولهذا، تستعمل كلمة (المراعاة) بمعنى المحافظة والمراقبة وتدبير الأمور، وكلّ مَن يسوس نفسه أو غيره يسمّى (راعياً)، ولذا جاء في الحديث الشريف: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». ثمّ ينتقل البيان القرآني إلى «الجبال»، حيث ثمّة عوامل تلعب الدور المؤثر في استقرار وسكون الأرض، مثل: الفيضانات، العواصف العاتية، المدّ والجزر، والزلازل.. فكل هذه العوامل تعمل على خلخلة استقرار الأرض، فجعل اللّه عزّ وجلّ «الجبال» تثبيتاً للأرض، ولهذا تقول الآية: (والجبال أرساها)...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.