إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا} (31)

{ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا } بأنْ فجرَ منها عيوناً وأجْرَى أنهاراً { ومرعاها } أي رعيَها وهو في الأصلِ موضعُ الرَّعِي وقيلَ : هو مصدرٌ ميميٌّ بمَعنى المفعولِ ، وتجريدُ الجملةِ عن العاطفِ إما لأنَّها بيانٌ وتفسيرٌ لدحاهَا وتكملةٌ له فإنَّ السكْنى لا تتأتَّى بمجرد البسطِ والتمهيدِ بلْ لا بدَّ من تسوية أمرِ المعاشِ من المأكلِ والمشربِ حتماً وإما لأنها حالٌ من فاعلِه بإضمارِ قدْ عندَ الجمهورِ أو بدونِه عند الكوفيينَ والأخفشِ ، كما في قولِه تعالى : { أَوْ جَاءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } [ سورة النساء ، الآية 90 ] .