قرأ الجمهور بنصب الأرض على الاشتغال وقرئ بالرفع على الابتداء .
ثم فسر سبحانه الدحو فقال : { أخرج منها ماءها ومرعاها } فجرت من الأرض الأنهار والبحار والعيون ، والمرعى النبات الذي يرعى والمرعى مصدر سمي أي رعيها هو في الأصل موضع الرعي ، واستعير الرعي للإنسان على سبيل التجوز .
قال الشهاب : والمرعى ما يأكله الحيوان غير الإنسان فأريد به مجازا مطلق المأكول للإنسان وغيره ، فهو مجاز مرسل من باب استعمال المقيد في المطلق انتهى ، وهو استعارة تصريحية حيث شبه أكل الناس برعي الدواب أو فيه جمع بين الحقيقة والمجاز ، وقال الكرخي : يجوز أن يكون استعارة معنوية .
والظاهر أنه تغليب لأن قوله الآتي { متاعا لكم ولأنعامكم } وارد عليه ومن حقه أن تغلب ذوو العقول على الأنعام فعكس تجهيلا لأن الكلام مع منكري الحشر بشهادة قوله { أأنتم أشد خلق } كما مر كأنه قيل أيها المعاندون الداخلون في زمرة البهائم الملزوزون في قرنها في تمتعكم بالدنيا وذهولكم عن الأخرى .
والجملة إما بيان وتفسير لدحاها لأن السكنى لا تتأتى بمجرد البسط بل لا بد من تسوية أمر المعاش من المأكل والمشرب ، وإما في محل نصب على الحال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.