البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا} (31)

وأضيف الماء والمرعى إلى الأرض لأنهما يظهران منها .

وقال الزمخشري : فإن قلت : فهلا أدخل حرف العطف على أخرج ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن يكون معنى { دحاها } : بسطها ومهدها للسكنى ، ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتي سكناها من تسوية أمر المأكل والمشرب وإمكان القرار عليها .

والثاني : أن يكون أخرج حالاً بإضمار قد ، كقوله : { أو جاءوكم حصرت صدورهم } انتهى .

وإضمار قد قول للبصريين ومذهب الكوفيين .

والأخفش : أن الماضي يقع حالاً ، ولا يحتاج إلى إضمار قد ، وهو الصحيح .

ففي كلام العرب وقع ذلك كثيراً . انتهى .

{ ومرعاها } : مفعل من الرعي ، فيكون مكاناً وزماناً ومصدراً ، وهو هنا مصدر يراد به اسم المفعول ، كأنه قيل : ومرعيها : أي النبات الذي يرعى .

وقدم الماء على المرعى لأنه سبب في وجود المرعى ، وشمل { ومرعاها } ما يتقوت به الآدمي والحيوان غيره ، فهو في حق الآدمي استعارة ، ولهذا قيل : دل الله سبحانه وتعالى بذكر الماء والمرعى على عامة ما يرتفق به ويتمتع مما يخرج من الأرض حتى الملح ، لأنه من الماء .

31