المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

67- ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من الزَّقوم لخلطاً ومزاجاً من ماء حار يشوى وجوههم ، وتنقطع منه أمعاؤهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

ثم ذكر شرابهم فقال : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا } أي : على أثر هذا الطعام { لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } أي : ماء حارا ، قد انتهى ، كما قال تعالى : { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } وكما قال تعالى : { وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

{ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا } أى : على ما يأكلونه منها { لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } أى : لشرابا مخلوطا بماء شديد الحرارة يقطع الأحشاء ، كما قال - تعالى - : { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } فالشوب : الخلط يقال : شاب فلان طعامه ، إذا خلطه بغيره .

والحميم : الماء الذى بلغ الغاية فى الحرارة . فطعامهم - والعياذ بالله - قد اجتمع فيه مرارة الزقوم وحرارة الماء وهذا أشنع ما يكون عليه الطعام .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

وقوله تعالى : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } قال ابن عباس : يعني شرب الحميم على الزقوم . وقال في رواية عنه : { شَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } مزجا من حميم .

وقال غيره : يعني يمزج لهم الحميم بصديد وغساق ، مما يسيل من فروجهم وعيونهم .

وقال{[24988]} ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح الحضرمي ، حدثنا بَقيَّة بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، أخبرني عبيد بن بسر{[24989]} عن{[24990]} أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يقول : " يقرب - يعني إلى أهل النار - ماء فيتكرهه ، فإذا أدنى منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه فيه . {[24991]} فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره " {[24992]} .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن رافع ، حدثنا يعقوب بن عبد الله ، عن جعفر وهارون بن عنترة ، {[24993]} عن سعيد بن جبير قال : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ، فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم [ فيها ] . {[24994]} فلو أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف وجوههم فيها ، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل - وهو الذي قد انتهى حره - فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ، ويصهر ما في بطونهم ، فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ، ثم يضربون بمقامع من حديد ، فيسقط كل عضو على حياله ، يدعون بالثبور .


[24988]:- في ت: "وروى".
[24989]:- (2) في س، أ: "بشير".
[24990]:- (3) في ت: "بإسناده".
[24991]:- في ت، أ: "فروة رأسه في فيه".
[24992]:- ورواه أحمد في مسنده (5/265) والحاكم في المستدرك (2/351) من طريق عبد الله بن المبارك عن صفوان بن عمرو به.
[24993]:- في ت: "وروى أيضا بإسناده"
[24994]:- زيادة من ت.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ إِنّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ * ثُمّ إِنّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ * إِنّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلّينَ * فَهُمْ عَلَىَ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من هذه الشجرة شجرة الزقوم شَوْبا ، وهو الخَلْط من قول العرب : شاب فلان طعامه فهو يشوبه شَوْبا وشيابا مِنْ حَمِيمٍ والحميم : الماء المحموم ، وهو الذي أُسخْن فانتهى حرّه ، وأصله مفعول صُرف إلى فعيل . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ . يقول : لَمَزْجا .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشوْبا مِنْ حَمِيمٍ يعني : شرب الحميم على الزّقوم .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ قال : مِزاجا من حميم .

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن مفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السّديّ ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ قال : الشّوب : الخَلْط ، وهو المَزْج .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ قال : حميم يُشاب لهم بغسّاق مما تَغْسِقُ أعينهم ، وصديد من قيحهم ودمائهم مما يخرج من أجسادهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

{ ثُم } في قوله : { ثُمَّ إنَّ لهم عليها لشوْباً من حميمٍ } للتراخي الرتبي لأنها عطفت جُملة ، وليس للتراخي في الإِخبار معنى إلا إفادة أن ما بعد حرف التراخي أهم أو أعجب مما قبله بحيث لم يكن السامع يرقبه فهو أعلى رتبة باعتبار أنه زيادة في العذاب على الذي سبقه فوقْعه أشدّ منه ، وقد أشعر بذلك قوله { عليها } ، أي بعدها أي بعد أكلهم منها .

والشَّوب : أصله مصدر شاب الشيءَ بالشيء إذا خلَطه به ، ويطلق على الشيء المشوب به إطلاقاً للمصدر على المفعول كالخلْق على المخلوق . وكلا المعنيين محتمل هنا . وضمير { عليها } عائد إلى { شَجَرَة الزقُّومِ } بتأويل ثمرها . و ( على ) بمعنى ( مع ) ، ويصح أن تكون للاستعلاء لأن الحميم يشربونه بعد الأكل فينزل عليه في الأمعاء .

والحميم : القيح السائل من الدُّمَّل ، وتقدم عند قوله تعالى : { لهم شراب من حميم } في سورة [ الأنعام : 70 ] .